في عالم يتطوّر بسرعة، يُعدّ تعليم الأطفال وتطوير قدراتهم الفكرية واللغوية من أهم الأولويات للآباء والمربين.
من بين الأدوات الرئيسة التي تُساعد على تحقيق ذلك هي القراءة. فالقراءة للأطفال ليست مجرّد هِواية أو تسلية، بل هي وسيلة فعّالة لتعزيز تطوّرهم الشامل ورفع مستوى ذكائهم.
فوائد القراءة للأطفال عدّة، فهي تسهم في تنمية قُدراتهم اللغوية بتوسيع مفرداتهم وتحسين قُدرتهم على التعبير. كما تُعزّز القراءة مهاراتهم الاجتماعية والتواصل مع الآخرين، وتزيد من مستوى تركيزهم وانتباههم.
فضلًا على ذلك، تعمل القراءة على تنمية خيالهم وإثراء عالمهم الداخلي، ما يجعلهم أكثر إبداعًا وتفكيرًا.
من الجدير بالذكر أنّ فوائد القراءة للأطفال لا تقتصر فقط على المستوى اللغوي والاجتماعي، بل تمتد أيضًا إلى المستوى العقلي والعاطفي. فالقراءة تسهم في تعزيز مهاراتهم العقلية مثل: التفكير الناقد وحل المشكلات، كما تساعدهم على تطوير قدراتهم العاطفية وفهم العواطف والمشاعر.
لذا، يُعدّ تشجيع الأطفال على القراءة وتوفير البيئة المناسبة لهم لاستكشاف عوالم جديدة واكتساب معرفة متنوعة أمرًا بالغ الأهمية.
من الجيّد أن يكون الأهل والمعلّمون نموذجًا يُحتذى به في هذا الصدد، نتيجة لـِقراءتهم المُستمرة وتشجيعهم على ممارسة هذه العادة الصّحية.
باختصار، تُعدّ القراءة للأطفال بمنزلة سلاح قوي لتحقيق التطوّر الشامل لهم، فهي تُعزّز من قُدراتهم اللغويّة والعقليّة والاجتماعية، وتُمهّد الطريق أمامهم ليصبحوا أفرادًا مبدعين ومثقفين في المستقبل.
فوائد القراءة للأطفال
تُوفّر القراءة للأطفال العديد من الفوائد المهمّة التي تسهم في تطويرهم ونموهم الشامل، ومن أبرز هذه الفوائد:
- تنمية مهارات اللغة والتواصل: يُساعد الاطلاع المنتظم على توسيع مفردات الأطفال وتحسين قُدرتهم على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم تعبيرًا دقيقًا.
- تحسين المهارات الأكاديمية: تُعزّز القراءة المُستمرة قُدرات الأطفال في المدرسة، حيث يُصبحون أكثر قُدرة على فهم المواد الدراسية وتطبيق الأفكار على نحو أفضل.
- تعزيز الخيال والإبداع: يُمكن للكُتب أن تُثري عوالم الأطفال وتُحفّز خيالهم وإبداعهم، ما يُساعدهم على التفكير خارج الصندوق واكتشاف أفكار جديدة.
- تحسين التركيز والانتباه: تتطلّب عمليّة القراءة تركيزًا وانتباهًا، وبذلك فإنّها تُساعد على تنميّة هذه المهارات الحيوية لدى الأطفال.
- تعزيز المهارات الاجتماعية: بفضل قراءة القصص ومشاركتها مع الآخرين، يُمكن للأطفال تعلّم قيّم الصداقة والتعاون والتفاعل الاجتماعي عمومًا.
- توسيع ثقافتهم العامة: يُمكن للكتب أن تفتح أمام الأطفال أبوابًا جديدة للمعرفة والفهم، وتُزوّدهم بمعلومات وافرة في مُختلف المجالات.
- تعزيز العلاقة العاطفيّة: تسهم قراءة القصص مع الآباء والأمهات والمربين في تعزيز الروابط العاطفيّة.
- تخفيف التوتر والقلق: يُمكن للأطفال الاستمتاع بالقراءة كوسيلة للاسترخاء وتخفيف التوتر والقلق، خاصةً عندما تكون القصص مُحفّزة ومُشوّقة.
تُعدّ القراءة من الأنشطة الأساسية التي تسهم إسهامًا كبيرًا في تنميّة مجموعة مُتنوّعة من المهارات لدى الأطفال. عندما يقرأ الأطفال، تقوم الكتب التي يختارونها بتعزيز مهاراتهم اللغوية والكلامية، بما في ذلك: مهارات القراءة والكتابة والإملاء…
إضافة إلى ذلك، تزيد القراءة من فُرص نجاحهم الأكاديمي، إذ تسهم في تطوير قُدراتهم على فهم المواد الدراسية والتعبير عن أفكارهم بفعالية.
من المهم أيضًا أن نذكر أنّ القراءة تُقوّي المهارات الاجتماعية للأطفال، حيث تُعزّز قُدرتهم على التواصل والتفاعل مع الآخرين. كما تُساعد القراءة أيضًا على تعزيز التركيز والانضباط لديهم، حيث يحتاج الأطفال إلى التركيز والانتباه لفهم القصص والأحداث والشخصيات التي يقرؤونها.
بفضل القراءة، يُمكن للأطفال تطوير مهاراتهم في التخيّل والإبداع، ويُمكن للكتب والروايات الخيالية أن تلهمهم للتفكير خارج الصندوق وتشجيعهم على الابتكار.
عن طريق القراءة، يُمكن للأطفال أيضًا اكتساب ثقافة عامة واسعة، حيث تحتوي الكتب على معلومات وأفكار وقيّم تُساعدهم على فهم العالم من حولهم والتفاعل معه على نحو أفضل.
باختصار، يُمكن القول إنّ القراءة تُساعد على تحسين المهارات اللغوية والاجتماعية والفكرية لدى الأطفال، وتُعزّز تطوّرهم الشامل ونُموّهم الذهني والعاطفي.
فوائد قراءة قصص للأطفال قبل النوم
تمنح قراءة القصص الأطفال قبل النوم عددًا كبيرًا من الفوائد المهمّة التي بمقدورها مُساعدتهم على النمو النفسي والعاطفي.
على سبيل المثال لا الحصر، تُساعد القصص على إغناء رصيد الأطفال المعجمي وتوسيع خيالهم وتعزيز قُدرتهم على التعاطف والتعبير عن أحاسيسهم على نحو أفضل.
فضلًا عن ذلك، تُساعد القراءة الأطفال على التواصل بفعاليّة مع زملائهم في حجرة الدرس، وتُحسّن مهارات المحادثة لديهم.
بالنسبة إلى الأطفال، تُعاونهم قراءة القصص قبل النوم على الاسترخاء والتهيؤ للنوم على نحو أفضل، وتُساعدهم على الابتعاد عن الأفكار المضطربة والمشاعر السلبية.
كما تمنحهم فُرصة الاستمتاع بالمغامرة والتعلّم والتفكير والتعبير عن أنفسهم، إلى جانب ذلك، تحسين مستواهم في اللغة وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
عبارات عن القراءة للأطفال
- “إذا أردت أن يصبح أطفالك أذكياء، فاقرأ لهم الحكايات الخرافية. وإذا أردتهم أن يصبحوا أكثر ذكاءً، فاقرأ لهم المزيد من الحكايات الخرافية.” – ألبرت أينشتاين
- “انفتح العالم كله أمامي عندما تعلمت القراءة” – ماري ماكلود بيثون
- “كتاب واحد، وقلم واحد، وطفل واحد، ومعلم واحد يستطيعون تغيير العالم.” – ملالا يوسفزاي
- “لا يوجد شيء اسمه طفل يكره القراءة، هناك فقط أطفال لم يجدوا الكتاب المناسب لهم.” – فرانك سيرافيني
- “أعتقد أن الكتب التي تقرأها عندما تكون صغيرًا هي التي تبقى معك مدى الدهر.” – ج. ك. رولينج
- “القراءة هي البوابة التي تجعل كل التعلم الآخر ممكنًا للأطفال.” – باراك أوباما
- “دع الأطفال يقرؤون ما يريدون ثم تحدّث إليهم عن ذلك.” – جودي بلوم
- “يضيع الأطفال في الكتب، وفي الوقت نفسه يجدون أنفسهم فيها.” – لويس كيغان
قصة عن أهمية القراءة
كانت “ماجدة” امرأة لها طفل اسمه “ياسر”، طفل صغير، لا يُحبّ القراءة مع أنّ أمّه وأباه “زكرياء” يقرآن الكتب من وقت لآخر، ويتناقشان بخصوصهما، إمّا من أجل الترفيه وإمّا من أجل تبادل الآراء والخبرات والأفكار.
حاولت أم “ياسر”، ماجدة أن تقنع ياسر على القراءة، لكنّ كافة محاولاتها باءت بالفشل، لأنّها تفتقر إلى أساليب الإقناع وتظن أنّ إجبار الطفل هو الحل الأمثل لحثه على القراءة.
ذات يوم، كانت تتصفح الإنترنيت، فوجدت مقالة مفصّلة عن فوائد القراءة وتأثيرها على الفرد منشورة حديثًا على موقع el gouzi talks، ثم قرأتها على ابنها ياسر المشاغب، وشرحتها له خطوة بخطوة.
كي تعمّ الفائدة، شاطرت “ماجدة” المقالة مع أختها “ماريّة” كي تقرأها هي أيضًا على ابنيها آدم وأيوب … آدم وأيوب لا يحبّان القراءة أيضًا مثل إبن خالتهم ماجدة، بل يفضلان اللعب فقط.
عندما قرأت ماجدة وماريّة المقالة بتمعن، اكتشفوا أنّ أفضل طريقة لحث الطفل على القراءة هي التركيز على اهتماماته وما يُحبّ فعله.
آدم يحبّ تربية الطيور والدجاج، أمّا أيوب، فهو يُحبّ مهنة الشرطي …
ذهبت مارية إلى المكتبة بالرغم من ترددها، لأنّها أدركت أنّ أحسن استثمار هو الاستثمار في الأبناء، واشترت قصصًا لأولدها حسب اهتماماتهم أمّا ماجدة، فاشترت لابنها قصصًا من أجل توسيع خياله وجعله مبدعًا، مثل أعمامه وأخواله.
في الأيام الأولى، لم تر ماجدة وماريّة تأثير القراءة على أولادهم، لأنّهم يظنون أنّ التغيير يأتي بين ليلة و ضحاها، لكن مع الوقت لاحظوا أنّ أبناءهم بدؤوا يستمتعون بالقراءة وبدأت تتحسّن لغتهم العربية الفصحى بشكل ظاهر، وباشروا في استعمال مفردات جديدة في كلامهم وفي تركيب جمل مفيدة والتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم.
فضلا عن ذلك، لاحظت مارية أنّ ابنها آدم زاد تركيزه بدرجات ملحوظة، وأصبح لا يُقاطع الكبار حتّى يكملوا كلامهم وصار ينصت أكثر ممّا يتكلم مثل أبيه “عبد الكبير”.
كما أنّ القراءة ساعدت ماجدة ومرية على التخفيف من التوتر والضغوط النفسية. وأصبحن يقرآن الكتب في أوقات الفراغ عوضًا عن مناقشة مواضيع غبيّة لا تسمن ولا تغني من جوع مع نساء جاهلات يشاهدون المسلسلات الغرامية.
بعد مدة قصيرة، أصبحت القراءة عادة يومية لآدم وأيوب وياسر الصغير وصاروا يُعبّرون عن أفكارهم ومشاعرهم بدقة ووضوح وتحسّنت لغتهم كثيرًا.
في نهاية الأمر، أدركت ماجدة ومريّة أنّ القراءة هي أكثر من مجرد هِواية أو وسيلة للترفيه على أولادهم، بل هي أداة فعالة لتحسين الذات وتحقيق النجاح في الحياة. فقد ساعدتهم القراءة على تطوير مهاراتهم اللغوية والاجتماعية، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية.
خلاصة القول
تُعدّ قراءة القصص للأطفال عادة مفيدة وممتعة تسهم في تعزيز صحّة الأطفال النفسية والعاطفية.
تُوفّر القصص فُرصة لتوسيع معرفتهم وتطوير مهاراتهم اللغوية، بالإضافة إلى تعزيز مهارات التعاطف والتواصل الاجتماعي. كما تُساعد القصص على تهيئة الأطفال للنوم والاسترخاء، وتُعزّز ثقتهم بأنفسهم وتُطوّر قُدراتهم الفكرية.
في النهاية، يجدر بنا تشجيع الأطفال على القراءة بتوفير الكتب المناسبة لهم وتخصيص وقت لقراءة القصص لهم، لتعزيز نموهم.
اكتشاف المزيد من Snazzy Skills
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.