حركات تدل على عدم الثقة بالنفس

حركات تدل على عدم الثقة بالنفس

تُعدّ لغة الجسد أداة قويّة للتواصل غير اللفظي، فهي تكشف الكثير عن مشاعرنا وأفكارنا، حتّى تلك المشاعر التي نُحاول إخفاءها.من بين المشاعر التي يُمكن أن تتجلّى بوضوح في حركاتنا اللاواعية هي “عدم الثقة بالنفس”.

لذا، في هذه المقالة، سوف نتعمّق في عالم لغة الجسد ونكشف لكم حركات تدل على عدم الثقة بالنفس وسنُحلّل هذه الحركات ونفهم معناها وكيفيّة تأثيرها في تفاعلاتنا الاجتماعيّة وفي صورتنا الذاتيّة.

يُمكن أن يكون فهم لغة الجسد أداة فعّالة لتطوير الذات والوعي الذاتي.

بفضل معرفة حركاتنا التي تُظهر عدم الثقة، يُمكننا أن نعمل على تحسينها واستبدالها بحركات أكثر إيجابية تُظهر ثقة أكبر بأنفسنا.

حركات تدل على عدم الثقة بالنفس

هناك العديد من الحركات التي يُمكن أن تدل عدم الثقة بالنفس، بعضها يكون واضحًا للعيان، والبعض الآخر يحتاج إلى مزيد من الملاحظة. لذا، سنعرض لكم هنُا بعضًا من أهم هذه الحركات:

حركات العين والوجه

تجنّب التواصل البصري

يُعدّ تجنّب النظر في عيون الآخرين علامة شائعة على عدم الثقة بالنفس.

قد يشعر الشخص بالخجل أو الخوف من أن يتمّ الحُكم عليه، فيلجأ إلى النظر إلى الأسفل أو إلى الجانب.

قد يكون هذا السلوك ناتجًا عن تجارِب سابقة سلبيّة، مثل التعرّض للتنمر أو الانتقاد المُستمر، ما يجعل الشخص يتجنّب المُواجهة المُباشرة مع الآخرين.

في السياق ذاته، يُفسّر تجنّب التواصل البصري في بعض الثقافات على أنّه علامة على الاحترام، لذا من المُهم مُراعاة السياق الثقافي عند تفسير لغة الجسد.

الرمش المُتكرر

يُمكن أن يكون الرمش المُتكرر علامة على التوتر والقلق، وهما من المشاعر المُرتبطة بعدم الثقة بالنفس.

يرتبط الرمش المُتكرر أيضًا بالرغبة في تجنّب رُؤية شيء مّا أو شخص مّا، ما يُظهر شعورًا بعدم الراحة في الموقف الحالي.

يُمكن أن يكون الرمش المُتكرر أيضًا رد فعل جسدي طبيعي لجفاف العين أو التعرّض للهواء أو الضوء.

عض الشفاه

قد يلجأ الأشخاص الذين يفتقرون إلى الثقة بالنفس إلى عض شفاههم كوسيلة لاواعية لتخفيف التوتر والقلق.

تُعدّ هذه الحركة من الحركات التي تدل على القلق والتوتر، وقد تكون مصحُوبة أيضًا بحركات أخرى مثل قضم الأظفار أو شد الشعر.

يُمكن أن يكون عض الشفاه أيضًا عادة عصبيّة لا علاقة لها بالثقة بالنفس.

لمس الوجه بطريقة مُتكررة

قد يدل لمس الوجه بطريقة مُتكررة، مثل لمس الأنف أو الأذنين، على عدم الارتياح وعدم الثقة بالنفس.

قد يكون هذا السلوك ناتجًا عن الرغبة في إخفاء تعابير الوجه أو تهدئة الذات في موقف يُثير التوتر.

يُمكن أن يكون لمس الوجه أيضًا رد فعل طبيعي للحكة أو التهيّج.

حركات الجسم

انحناء الظهر

يُظهر انحناء الظهر وضعيّة جسديّة تدل على الخضوع وعدم الثقة بالنفس.

قد يُحاول الشخص أن يجعل نفسه يبدو أصغر حجمًا كوسيلة للحماية من الانتقاد.

ترتبط هذه الحركة أيضًا بشُعور الشخص بالضُعف أو عدم الأمان في الموقف الحالي.

يُمكن أن يكون انحناء الظهر أيضًا نتيجة لآلام الظهر أو مشكلات صحيّة أخرى.

تكتيف الذراعين

تكتيف الذراعين حركة دفاعيّة شائعة تدلّ على الانغلاق وعدم الرغبة في التواصل.

قد يقوم الشخص بتكتيف ذراعيه كوسيلة لحماية نفسه أو لإظهار عدم مُوافقته.

تُعدّ هذه الحركة من الحواجز الجسديّة التي تُظهر شعورًا بالانفصال عن الآخرين أو عدم الرغبة في الانخراط في التفاعل الاجتماعي.

يُمكن أن يكون تكتيف الذراعين أيضًا وسيلة للشخص للشعور بالدفء أو الراحة.

التحرّك بطريقة مُتكررة

قد يدل التحرك بطريقة مُتكررة، مثل هز الساقين أو اللعب باليدين، على التوتر والقلق وعدم القُدرة على الاسترخاء.

قد تكون هذه الحركات ناتجة عن الطاقة العصبيّة الزائدة التي يشعر بها الشخص في المواقف التي تُثير التوتر.

يُمكن أن يكون التحرّك بطريقة مُتكررة أيضًا عادة عصبيّة أو نتيجة لفرط النشاط.

تجنّب شغل المساحة

قد يتجنب الأشخاص الذين يفتقرون إلى الثقة بالنفس شغل المساحة من حولهم، فيجلسون بطريقة مُنحنية أو يقفُون في زاوية الغُرفة.

يرتبط هذا السلوك بالرغبة في عدم لفت الانتباه إلى الذات أو تجنّب أن يكون الشخص مركز الاهتمام.

يُمكن أن يكون تجنّب شغل المساحة أيضًا نتيجة للخجل أو الرغبة في احترام المساحة الشخصيّة للآخرين.

حركات اليدين والقدمين

قبض اليدين

يُعدّ قبض اليدين علامة على التوتر والقلق، وقد يدل أيضًا على الرغبة في السيطرة على الموقف أو على الذات.

قد يكون هذا السلوك ناتجًا عن الشعور بالتهديد أو عدم الأمان في الموقف الحالي.

يُمكن أن يكون قبض اليدين أيضًا وسيلة للشخص للشعور بالقوة أو التحكّم.

إخفاء اليدين

قد يقوم الشخص الذي يفتقر إلى الثقة بالنفس بإخفاء يديه في جيوبه أو خلف ظهره، كوسيلة لإخفاء التوتر أو عدم الارتياح.

قد تكون هذه الحركة أيضًا وسيلة لإخفاء التعرّق أو الارتعاش الذي قد يُرافق القلق.

يُمكن أن يكون إخفاء اليدين أيضًا عادة أو نتيجة للشعور بالبرد.

توجيه القدمين بعيدًا عن الآخرين

يُمكن أن يكون توجيه القدمين بعيدًا عن الشخص الذي نتحدث إليه علامة على الرغبة في الانسحاب أو عدم الاهتمام بالمُحادثة.

تُظهر هذه الحركة الاتجاه الذي يرغب الشخص في الذَّهاب إليه، ما يُشير إلى رغبته في إنهاء التفاعل أو الابتعاد عن الموقف الحالي.

يُمكن أن يكون توجيه القدمين بعيدًا عن الآخرين أيضًا نتيجة لعدم الراحة الجسديّة أو الرغبة في تغيير وضعيّة الجسم.

نبرة الصوت

التحدّث بصوت مُنخفض

قد يتحدّث الأشخاص الذين يفتقرون إلى الثقة بالنفس بصوت مُنخفض أو مُتردد، ما يجعل من الصعب سماعهم وفهمهم.

قد يكون هذا السلوك ناتجًا عن الخوف من الحُكم على حديثهم أو عدم الرغبة في لفت الانتباه إلى أنفسهم.

يُمكن أن يكون التحدّث بصوت مُنخفض أيضًا نتيجة لخجل الشخص أو طبيعة صوته الهادئة.

التحدّث بسُرعة

يُمكن أن يكون التحدّث بسُرعة علامة على التوتر والقلق، وقد يدل أيضًا على الرغبة في إنهاء المُحادثة بسرعة.

قد يكون هذا السلوك ناتجًا عن الخوف من الصمت أو الرغبة في تجنّب إطالة الحديث خوفًا من ارتكاب الأخطاء.

يُمكن أن يكون التحدّث بسُرعة أيضًا نتيجة للحماس أو الرغبة في مُشاركة المعلومات بسُرعة.

استخدام كلمات الحشو

قد يلجأ الأشخاص الذين يفتقرون إلى الثقة بالنفس إلى استخدام كلمات الحشو، مثل “اممم” أو “يعني” بطريقة مُتكررة، ما يجعل حديثهم يبدو أقل ثقة.

يرتبط استخدام كلمات الحشو بالحاجة إلى ملء الفراغات في الحديث أو إعطاء الشخص وقتًا للتفكير في ما سيقوله.

يُمكن أن يكون استخدام كلمات الحشو أيضًا عادة لغويّة أو نتيجة لعدم التأكّد من المعلومات التي يتّم مُشاركتها.

كيّفية التعامل مع حركات تدل على عدم الثقة بالنفس

إذا كُنت تُعاني عدم الثقة بالنفس، فهُناك العديد من الأشياء التي يُمكنك القيام بها لتغيير حركات جسدك وتحسين صورتك الذاتيّة:

الوعي الذاتي

  • راقب حركات جسدك: الخطوة الأولى هي أن تكُون على دراية بحركات جسدك وكيفيّة تأثيرها في الآخرين. حاول أن تُلاحظ حركاتك في المواقف الاجتماعيّة المُختلفة. يُمكنك تصوير نفسك وأنت تتحدّث أو تطلُب من صديق موثُوق أن يُراقبك ويُعطيك مُلاحظاته. من المهم أن تكون صادقًا مع نفسك وتقبل مُلاحظات الآخرين بانفتاح.
  • حدّد حركات عدم الثقة: بمُجرد أن تُصبح على دراية بحركات جسدك، حدّد الحركات التي تُظهر عدم الثقة بالنفس. هل تتجنّب التواصل البصري؟ هل تكتف ذراعيك بطريقة مُتكررة؟ هل تتحدّث بصوت مُنخفض؟ حدّد الحركات التي ترغب في تغييرها وركّز عليها.

التدريب على حركات الثقة

  • تدرّب على التواصل البصري: حاول أن تنظر في عيون الآخرين عندما تتحدّث إليهم. ابدأ بالتركيز على عين واحدة للشخص الذي تتحدّث إليه، ثم حرّك نظرك إلى العين الأُخرى. تدرّب على ذلك مع الأصدقاء أو أفراد العائلة أولًا، ثم انتقل إلى المواقف الاجتماعيّة الأُخرى. تذكّر أنّ التواصل البصري لا يعني التحديق، بل يعني النظر في عيون الآخرين بطريقة طبيعيّة ومُريحة.
  • حافظ على وضعيّة جسديّة جيّدة: قف بطريقة مُستقيمة مع رفع رأسك وكتفيّك للخلف. تخيّل أنّ هُناك خيطًا يسحبك من أعلى رأسك إلى السقف. حافظ على استقامة ظهرك وتجنّب الانحناء أو التراخي مثل العجينة.
  • استخدم إيماءات مفتُوحة: حاول أن تستخدم إيماءات يد مفتوحة بدلًا من تكتيف ذراعيك أو قبض يديك. استخدم يديك للتعبير عن أفكارك ومشاعرك. وتجنّب إخفاء يديك في جُيوبك أو خلف ظهرك.
  • تحدّث بوضوح وثقة: تحدّث بصوت عالٍ وواضح، وتجنّب استخدام كلمات الحشو. خُذ وقتك في التفكير في ما تُريد قوله قبل أن تتحدّث. وتحدّث بثقة وحزم، وتجنّب التردّد أو الاعتذار عن آرائك.

تعزيز الثقة بالنفس

  • ركّز على إيجابيّاتك: اكتب قائمة بصفاتك الإيجابيّة وإنجازاتك، وراجعها بانتظام. وتذكّر الأشياء التي تُجيدها والأوقات التي نجحت فيها. ركّز على نِقَاط قوتك واستخدمها لبناء ثقتك بنفسك.
  • تحدَّ نفسك: ضع لنفسك أهدافًا صغيرة وقابلة للتحقيق، وعندما تُحقّقها، كافئ نفسك. يُساعدك تحقيق الأهداف على بناء الثقة بالنفس والشُعور بالإنجاز. وتذكّر أنّ التحدّيات تُساعدك على النمو والتطوّر.
  • تجنّب مُقارنة نفسك بالآخرين: ركّز على رحلتك الخاصة وتقدّمك الشخصي. لا أحد كامل، ولكل شخص نُقَط قوّته وضعفه. لذا، قارن نفسك بنفسك فقط، وركّز على التقدّم الذي تُحرزه.
  • اعتن بنفسك: تحقّق من حُصولك على قسط كافٍ من النوم، وتناول طعامًا صحيًا، ومارس الرياضة بانتظام. يُساعدك الاعتناء بنفسك على الشعور بالرضا عن نفسك ويزيد من ثقتك بنفسك. عندما تعتني بجسمك وصحتك، تشعر بالحيوية والنشاط، ما ينعكس إيجابًا في ثقتك بنفسك.
  • تعلّم مهارات جديدة: يُساعدك تعلّم مهارات جديدة على الشعور بالإنجاز والثقة بالنفس. لذا، اختر مهارة تهمّك وابدأ في تعلّمها. يُمكنك تعلّم لُغة جديدة، أو مُمارسة رياضة جديدة.
  • ساعد الآخرين: يُعاونك مُساعدة الآخرين على الشُعور بالرضا عن نفسك ويزيد من ثقتك بنفسك. لذاك، تطوّع في مُجتمعك أو ساعد صديقًا في حاجة. عندما تُساعد الآخرين، ستشعر بقيمتك وأهميتك، ما يُعزّز ثقتك بنفسك.
  • احط نفسك بأشخاص إيجابيين: تجنّب الأشخاص السلبيين الذين يُقلّلون من ثقتك بنفسك. واحط نفسك بأشخاص إيجابيين ويدعمونك. الأشخاص الإيجابيون يُشجّعونك ويُساعدونك على النمو والتطوّر.
  • اطلب المساعدة إذا لزم الأمر: إذا كنُت تعاني انعدام شديد في الثقة بالنفس، فلا تتردّد في طلب المُساعدة من اختصاصي الصحة النفسيّة. يُمكن أن يُساعدك العلاج في تحديد جُذور مُشكلتك وتطوير استراتيجيات فعّالة لزيادة ثقتك بنفسك.

التأثير الثقافي في لغة الجسد

من المُهم أن نذكّر أنّ لغة الجسد تختلف من ثقافة إلى أخرى وما يُعدّ علامة على عدم الثقة بالنفس في ثقافة مّا، قد يكون علامة على الاحترام أو الأدب في ثقافة أخرى.

على سبيل المثال، تجنّب التواصل البصري يُعدّ علامة على الاحترام في بعض الثقافات الآسيوية، في حين يُعدّ علامة على عدم الثقة بالنفس في الثقافة الغربية. لذا، من المُهم مُراعاة السياق الثقافي عند تفسير لُغة الجسد.

خلاصة القول

تُعدّ لغة الجسد مرآة تُظهر ما يدور بداخلنا، لذا فيُمكن لفهم حركاتنا التي تدل على عدم الثقة بالنفس أن يكون الخُطوة الأولى نحو تحسين صورتنا الذاتيّة وتعزيز ثقتنا بأنفسنا.

عن طريق الوعي الذاتي والتدريب المُستمر، يُمكننا أن نُغيّر حركات جسدنا ونُظهر للعالم صُورة أكثر إيجابيّة وثقة.

لذلك، تذكّر أنّ الثقة بالنفس رحلة وليست وجهة، فاستمر في العمل على تطويرها وستجد أنّ العالم من حولك يتغيّر للأفضل.

بودكاست عن الثقة بالنفس


اكتشاف المزيد من Snazzy Skills

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقًا

Scroll to Top