الهوايات في السيرة الذاتية: كيف تتألّق في عيون أصحاب العمل؟

في عالم البحث عن فرصة عمل، يُعدّ إعداد السيرة الذاتية خطوة أساسية وحيويّة للتميّز والتأكيد على قيمتك كمرشح مُحتمل للوظيفة.

من بين العناصر التي يتمّ التركيز عليها في السيرة الذاتية: الهوايات.

بفضل تضمين الهوايات في السيرة الذاتية، يُمكن للمرشح أن يُبرز جوانب شخصيّته ومهاراته الإضافية التي قد تكون مفيدة في بيئة العمل.

تُعدّ الهوايات جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان، حيث تمنحهم فرصة للاسترخاء والترفيه بعيدًا عن ضغوط العمل والحياة اليومية.

مع ذلك، لا تقتصر فوائد الهوايات فقط على الجانب الترفيهي، بل تتعدّاه إلى الجوانب النفسيّة والاجتماعيّة والمهنيّة أيضًا.

لهذا السبب، ينبغي للأفراد الاهتمام بتضمين الهوايات في السيرة الذاتية كوسيلة لعرض نفسهم بطريقة شاملة أمام أصحاب العمل المُحتملين.

سواء كانت الهوايات هي ممارسة الرياضة، أو التطوّع في المجتمع، أو حتّى تعلّم لغات جديدة، فهذا يُظهر اهتمامات الشخص وقُدرته على تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية.

لذا، يُمكن أن يكون تضمين الهوايات في السيرة الذاتية عاملًا مُؤثرًا في جذب اهتمام أصحاب العمل، وزيادة فُرص الحصول على الوظيفة المرغوبة.

ممّا سبق، يتبيّن أن تحديد الهوايات المُناسبة وتقديمها بطريقة ملائمة في السيرة الذاتية خطوة مهمة في مسار البحث عن عمل وبناء مسار مهني ناجح.

لهذا السبب، سوف نتناول في هذه المقالة أهمية تضمين الهوايات في السيرة الذاتية، وكيفيّة اختيار الهوايات المُناسبة، بالإضافة إلى كيفيّة تقديمها بطريقة مُلائمة لزيادة فُرص الحصول على الوظيفة التي تحلم بها.

أهمية تضمين الهوايات في السيرة الذاتية

تكمن أهمية تضمين الهوايات في السيرة الذاتية في أنّها تُسلّط الضوء على جُوانب مُتعدّدة من شخصيّة المُرشح وقُدراته الشخصيّة والمهنيّة بطريقة شاملة.

عندما يقوم المُرشّح بذكر هواياته، فهو بذلك يعرض لأصحاب العمل جانبًا من حياته الشخصيّة التي قد تكون مفتاحًا في فهم شخصيّته فهمًا أعمق.

زيادةً على ذلك، يُظهر تضمين الهوايات في السيرة الذاتية توازنًا بين الحياة الشخصية والمهنية، ما يُوحي بقُدرة المُرشّح على إدارة الوقت بفعالية وتحقيق التوازن في مُختلف جوانب حياته.

في الواقع، يلعب تضمين الهوايات دورًا مهمًا في إظهار قُدرات المرشّح، حيث يُمكن أن تكون الهوايات مصدرًا لتطوير مهارات جديدة أو تعزيز مهارات موجودة فعلًا. فمثلًا، الشخص الذي يُمارس الرياضة قد يكون لديه مهارات التحمّل والعمل الجماعي، في حين أنّ الشخص الذي يمتلك هِواية القراءة قد يكون لديه مهارات التحليل والتفكير الناقد.

كيفية اختيار الهوايات المناسبة

يُمكن للشخص اتّباع هذه الخُطوات لاختيار الهوايات المُناسبة لتضمينها في السيرة الذاتية:

1. تحليل الشخصيّة والاهتمامات:
   يجب أن يبدأ الشخص بتحليل شخصيّته ومعرفة ماهي الأنشطة التي يستمتع بها ويستفيد منها. يُمكنه النظر إلى الأنشطة التي يقضي فيها وقت فراغه ومعرفة ما إذا كان بإمكانها أن تُظهر شخصيّته بطريقة صحيحة.
2. مطابقة المهارات المطلوبة:
   يُمكن للشخص مُطابقة الهوايات التي يمتلكها مع المهارات المطلوبة للوظيفة المستهدفة. على سبيل المثال، إذا كان يرغب في العمل في مجال الاتصالات، فقد يكون من الجيّد تضمين هِواية الكتابة أو التحدّث أمام الجَمهور.
3. الأخذ بعين الاعتبار التنوّع:
   ينبغي للشخص اختيار مجموعة مُتنوّعة من الهوايات التي تُظهر تنوّع مهاراته واهتماماته. يُمكن أن تشتمل على الهوايات البدنية مثل: الرياضة، والهوايات الفكرية مثل: القراءة، والهوايات الاجتماعية مثل: المشاركة في الأنشطة المجتمعيّة.
4. التفكير في القيمة المُضافة:
   ينبغي للشخص التفكير في القيمة التي يُمكن أن تُضيفها الهوايات إلى سيرته الذاتية. يُمكن أن تُبرز الهوايات التي تظهر التحسين المستمر والتطوير الشخصي قُدرته على التعلّم والتطوّر.
5. التوازن بين الحياة الشخصية والمهنة:
   ينبغي أن تكون الهوايات قادرة على تعزيز الرضا الشخصي والأداء المهني على نحو متوازن.

باستخدام هذه الخطوات، يُمكن للشخص اختيار الهوايات المناسبة التي تُظهر شخصيته ومهاراته وتُضيف قيمة لسيرته الذاتية.

قائمة ببعض الهوايات التي يُمكن إدراجها في السيرة الذاتية

في ما يلي قائمة ببعض الهوايات التي يُمكن إدراجها في السيرة الذاتية:

1. القراءة
2. ممارسة الرياضة (مثل كرة القدم، كرة السلة، الجري، السباحة…)
3. الكتابة (قصص، مقالات، مدونة شخصيّة)
4. التطوّع في العمل الاجتماعي
5. اكتشاف أماكن جديدة
6. الطهي وتجربة الوصفات الجديدة
7. التصوير الفوتوغرافي
8. العزف على الآلات الموسيقية
9. التصميم (الرسم، النحت، التصميم الجرافيكي)
10. تعلّم لغات جديدة
11. ركوب الدراجات أو الدراجات النارية
12. زراعة النباتات
13. التخييم والتسلّق
14. الصيد

كيفية تضمين الهوايات في السيرة الذاتية

في ما يلي بعض الأمثلة على كيفية تضمين الهوايات في السيرة الذاتية:

1. القراءة:
   أقضي وقت فراغي في استكشاف مجموعة مُتنوّعة من الكتب، خاصةً الأدبيّة والتنمية الذاتية…
2. ممارسة الرياضة:
   أهوى ممارسة الرياضة، بما في ذلك: رياضة الجري والسباحة، وأعدّهما وسيلة رائعة للحفاظ على لياقتي البدنيّة وتحسين صحّتي العامة.
3. الكتابة:
   أكتب مقالات ونُصوصًا إبداعية في أوقات فراغي، وأسعى لتطوير مهاراتي في التعبير الكتابي والتواصل.
4. التطوّع في العمل الاجتماعي:
   أقضي وقتًا في التطوّع في الأعمال الاجتماعية المحليّة، حيث أُقدّم المُساعدة للمجتمع وأسهم في تحسين الظروف المعيشية للآخرين.
5. التصوير الفوتوغرافي:
   استخدم وقتي في التصوير الفوتوغرافي لتوثيق اللحظات الجميلة والمميّزة في حياتي، وأسعى لتطوير مهاراتي في هذا المجال.
6. تعلّم لغات جديدة:
   أتعلّم لغات جديدة، وذلك لتحقيق التواصل مع ثقافات مُختلفة وتوسيع دائرة معرفتي.

كيفية تقديم الهوايات في السيرة الذاتية

عند تقديم الهوايات في السيرة الذاتية، ينبغي لك اتّباع الخُطوات التالية:

1. تقديم المعلومات بإيجاز:
   ينبغي أن تكون المعلومات المتعلّقة بالهوايات مختصرة ومناسبة، دون الإفراط في التفاصيل.
2. وضع الهوايات في قسم مخصّص:
   من المفضّل تضمين الهوايات في قسم مخصّص لذلك في السيرة الذاتية، بجانب المعلومات الشخصية أو الخبرات العمليّة. يُمكن تسمية هذا القسم “الأنشطة الشخصيّة” أو “الهوايات والاهتمامات“، وترتيب الهوايات ترتيبًا منطقيّا.
3. توضيح المهارات والخبرات المكتسبة:
   ينبغي للمرشح توضيح المهارات والخبرات التي اكتسبها انطلاقًا من ممارسة الهوايات المذكورة. على سبيل المثال، إذا كان يُمارس الرياضة، فيُمكنه التأكيد على مهارات العمل الجماعي والقيّادية التي اكتسبها من تلك النشاطات.
4. توضيح علاقة المهارات بالعمل المرغوب فيه:
   يُفضّل توضيح كيف يُمكن للهوايات المُختارة أن تسهم في العمل المرغوب فيه. على سبيل المثال، إذا تقدّم المرشّح إلى وظيفة تتطلّب العمل الجماعي، فيُمكنه التأكيد على كيفية تطوير مهارات العمل الجماعي بفضل ممارسة هواياته.

باتّباع هذه الخُطوات، يُمكن للمرشح تقديم الهوايات في السيرة الذاتية بإيجاز مع التركيز على المهارات والخبرات المُكتسبة.

خلاصة القول

يُعدّ تضمين الهوايات في السيرة الذاتية خُطوة مهمّة للتميّز وجذب اهتمام أصحاب العمل.

بتقديم الهوايات بطريقة منظمة، يُمكن للمرشح أن يُبرز قيمته الشخصيّة والمهنيّة، ما يزيد من فُرصه في الحصول على الوظيفة المرغوبة.

لذلك، ينبغي للمرشح اختيار الهوايات بعناية وتقديمها كما ينبغي لإبراز قُدراته ومهاراته الشخصيّة والمهنيّة بأفضل طريقة مُمكنة.

اقرأ المقالة التالية لتكتب سيرة ذاتية مميّزة: المهارات الشخصية في السيرة الذاتية