المهارات الناعمة: أسرار النجاح الشخصي والمهني في سوق العمل

المهارات الناعمة

في عصرنا الحالي، أصبح اكتساب المهارات الناعمة أمرًا لا غنى عنه، إذ تُعدّ هذه المهارات السمات الشخصية الأساسية التي تُمكّن الفرد من التفاعل بانسجام وفعالية مع الآخرين، سواءً في النطاق الشخصي أو المهني.

تشتمل المهارات الناعمة على مجموعة واسعة من القدرات والمهارات مثل: التواصل الفعال، والعمل الجماعي، وإدارة الوقت، والتعلم المستمر، والتفكير الناقد، بالإضافة إلى العديد من الجوانب الأخرى.

في الواقع، يُطلق على المهارات الناعمة أسماء مختلفة مثل: المهارات الشخصية أو المهارات اللطيفة أو المهارات غير التقنية، وهي العناصر التي تُعزّز قدرة الفرد على أداء مهامه بشكل فعّال في أيّ مجال يعمل فيه.

من المهم ملاحظة أنّ هذه المهارات ليست مُقتصرة على مجال معيّن، بل يُمكن تطبيقها واستخدامها في جميع جوانب الحياة.

تلعب المهارات الناعمة دورًا حيويًا في تعزيز الفاعلية الشخصية والمهنية للفرد، سواءً كان يعمل بمفرده أو ضمن فريق عمل. فهي تُمكّن الفرد من التفكير النقدي، وتُعزّز من قدرته على حل المشكلات والتعامل مع التحديات بكفاءة. بغض النظر عن اختصاص الشخص أو مجال عمله، فإنّ امتلاك المهارات الناعمة يُعدّ أمرًا حاسمًا لتحقيق النجاح، حيث أنّها تُكمّل المهارات الصلبة أو التقنية التي قد يمتلكها الشخص.

يكمن الفرق بين المهارات الناعمة والمهارات الصلبة في طبيعتهما وتأثيرهما في أداء الفرد في بيئة العمل. تتعلّق المهارات الصلبة بالمعارف والقُدرات التقنية التي يحتاجها الفرد لأداء مهامه بفعالية في مجال عمله، في حين أنّ المهارات الناعمة تعكس السمات الشخصية التي تُساعد الفرد على النجاح في عمله والتفاعل بنجاح مع الآخرين.

لتوضيح الأمر، يُمكن أن نعدّ مثلاً: محمد الذي يمتلك مهارات صلبة في مجال البيولوجيا، ولكنّه في الوقت نفسه يتمتّع بمهارات ناعمة قوية مثل: القدرة على التواصل وحل المشكلات والتفكير الناقد. هذا ما يُمكّنه من الازدهار في مجال عمله وتحقيق النجاح.

باختصار، يُمكن القول إنّ المهارات الناعمة تُمثّل عاملًا حاسمًا في تعزيز قُدرة الفرد على النجاح، سواءً في الحياة الشخصية أو المهنية. وبالنظر إلى تطوّر سوق العمل ومتطلّباته المتزايدة، فإنّ الاستثمار في تطوير وتنمية هذه المهارات يُعدّ أمرًا لا غنى عنه لكل شخص يسعى إلى تحقيق التميّز والنجاح في حياته.

ما هي المهارات الناعمة؟

المهارات الناعمة (باللغة الإنجليزية: Soft skills)، المعروفة أيضًا بالمهارات اللطيفة، تُشير إلى السمات الشخصيّة التي تسهم في تمكين الفرد من التفاعل بفعاليّة مع الآخرين وأداء مهامه على نحو أفضل. تُعرف هذه المهارات بأنّها المهارات الشخصية الأساسية أو غير التقنية، والتي يُمكن للفرد أن يستخدمها في مختلف المجالات بغض النظر عن المهنة التي يعمل بها.

أهمية المهارات الناعمة

تكمن أهمية المهارات الناعمة في دورها الحيوي في تعزيز القُدرة على التفاعل الفعّال مع الآخرين، سواءً في الحياة الشخصية أو المهنية، وهذا ينعكس إيجاباً في مسارنا المهني والشخصي عمومًا.

بغض النظر عن تخصّصك أو مجال عملك، فإنّ الاستثمار في تطوير وتنمية المهارات الناعمة أصبح أمراً ضرورياً لتحقيق النجاح. ففي سوق العمل الحديث، لم تعُد المهارات الصلبة (باللغة الإنجليزية: Hard skills) وحدها كافية لضمان الحصول على الوظيفة التي تحلم بها. بالإضافة إلى المهارات التقنية، فإنّ القُدرة على حل المشكلات، والتفاوض، وبناء العلاقات الاجتماعية، والتواصل الفعّال لأصبحت أساسية للتميّز والتفوّق.

تُساعد المهارات الناعمة الأفراد على بناء علاقات قويّة بزملائهم في العمل، وتعزيز التعاون وحل النزاعات. وبتطوير هذه المهارات، يتمكّن الأفراد من الارتقاء في مسارهم المهني وتحقيق أهدافهم.

في الحياة الشخصية، تلعب المهارات الناعمة دوراً هاماً في تحسين العلاقات الشخصية وبناء صداقات قويّة. فالقُدرة على التواصل بفعاليّة وحل المشكلات والتفاوض تُعزّز فرص النجاح والسعادة في الحياة.

المهارات الناعمة الأساسية

المهارات الناعمة هي القُدرات والسمات الشخصية التي يستخدمها الأفراد للتفاعل بفعاليّة مع الآخرين في العمل والحياة اليومية. إليكم أبرز المهارات الناعمة:

المهارات الناعمة الأساسية
المهارات الناعمة الأساسية

التعاطف

التعاطف هو قُدرة الفرد على فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم في الظروف الصعبة أو المواقف الصعبة التي يمرون بها.

تُعدّ مهارة التعاطف مهارة حيوية في العلاقات الإنسانية وفي بيئة العمل أيضًا. عن طريق التعاطف، يُمكن للفرد بناء روابط قويّة بالآخرين وإظهار الدعم في اللحظات الصعبة.

يتطلّب التعاطف الاهتمام بمشاعر الآخرين والاستماع بعناية إلى تجاربهم وتحدّياتهم، ما يُساعد على تعزيز التواصل الفعّال وبناء علاقات متينة مبنية على الثقة والاحترام المتبادل.

الإقناع

الإقناع هو مهارة مُهمّة في كافة جوانب الحياة، سواءً في الحياة الشخصية أو المهنية. إذ تُعدّ القُدرة على إقناع الآخرين بآرائك وفكرك والتأثير فيهم بشكل إيجابي أمراً حاسماً في العديد من المواقف.

يُمكن لمهارة الإقناع أن تُساعد على تعزيز الثقة بالنفس. كما يُمكن للإقناع أن يسهم في بناء علاقات قويّة بين الأفراد وفي الحصول على دعم الناس لأفكارك ومبادراتك.

الذكاء العاطفي

الذكاء العاطفي مهارة أساسية يحتاجها الفرد للتفاعل مع الآخرين بشكل صحيح وفعّال. يتضمّن الذكاء العاطفي القُدرة على فهم وإدراك مشاعرنا الخاصة بشكل جيّد، وكذلك فهم مشاعر الآخرين والتفاعل معها بشكل إيجابي.

يُساعد الذكاء العاطفي على بناء علاقات اجتماعية قويّة عبر التواصل الفعّال والتفاهم المتبادل بين الأفراد.

بالإضافة إلى ذلك، يلعب الذكاء العاطفي دوراً مهماً في النجاح في الحياة الشخصية والمهنية، حيث يُمكن للفرد الذكي عاطفياً أن يتعامل مع التحدّيات والضغوطات بفاعلية ويُحقّق النجاح في مختلف جوانب حياته.

مع تطوّر التكنولوجيا وظهور الذكاء الاصطناعي، أصبحت المهارات العاطفية أكثر أهمية من أيّ وقت مضى، حيث يتعيّن على الأفراد التفاعل مع بيئة عمل مُتغيّرة بسرعة والتعامل مع الآليات والبرامج بطريقة ذكيّة.

الفضول المعرفي

الفضول المعرفي مهارة مُهمة للغاية في العصر الحالي حيث يتزايد حجم المعلومات وتتطوّر التكنولوجيا بسرعة.

يعني الفضول المعرفي الرغبة المُستمرة في اكتشاف واستكشاف المعرفة الجديدة وفهم العالم من حولنا على أفضل.

بفضل الفضول المعرفي، يُمكن للأفراد أن يكتشفوا حلولًا إبداعيّة للمشكلات، ويُطوّروا مهاراتهم في التحليل والتفكير النقدي، ويُوسّعوا آفاقهم الثقافية والمعرفية. كما يُمكن أن يسهم الفضول المعرفي في تحفيز الإبداع والابتكار، ما يدفع بالتطوّر والتقدم في مختلف المجالات.

الإنصات الفعال

الإنصات الفعّال هو أسلوب من أساليب التواصل يتطلّب تركيزًا كاملاً واهتمامًا صادقًا بالمتحدّث، وعدم مقاطعته أو تشتيت انتباهه أثناء التحدّث. يُمثّل الإنصات الفعّال استجابة فعّالة للطرف الآخر واستيعابًا للمعلومات والمشاعر التي يُعبّر عنها المتحدّث.

في الإنصات الفعّال، يتعيّن على المُستمع أن يُظهر الاهتمام الكامل والتركيز الذي يسمح للمتحدث بالتعبير عن نفسه. وبعد أن ينتهي المتحدّث من التحدث، يُمكن للمستمع تقديم ردود فعل مُناسبة أو طلب توضيح إذا لزم الأمر.

عن طريق الإنصات الفعّال، يُمكن للأفراد بناء علاقات تواصلية أكثر فاعلية وفهمًا أفضل لبعضهم البعض، ما يُساعد على حل النزاعات وتعزيز التفاهم المتبادل.

التواضع

التواضع صفة تُعبّر عن امتنان الشخص لما يملكه من مواهب أو معرفة دون التفاخر بها أو الاعتقاد بأنّها تجعله أفضل من الآخرين.

يظلّ الشخص المتواضع متواضعًا بالرغم من نجاحاته أو مكانته الاجتماعية أو المالية، وهو يُفضّل التواصل مع الآخرين بروح الاحترام دون أن ينظر إليهم باستهزاء.

عندما يتصرّف الشخص بتواضع، يُعبّر ذلك عن فهمه لأنّه يُدرك أنّ كل شخص له قيمة وأنّه يُمكن أن يتعلّم من الآخرين بغض النظر عن مستوى تعليمهم أو خبراتهم.

يُعبّر التواضع أيضًا عن القُدرة على قبول الخطأ وتحمل النقد البناء، والاستفادة من التجارب والمواقف للنمو والتطوّر الشخصي.

التواصل الفعال

يلعب التواصل الفعّال دورًا مهمًا في العديد من جوانب الحياة اليومية، سواءً في العلاقات الشخصية أو العلاقات المهنية. فهو يُساعد على تحسين التفاهم والتواصل بين الأفراد وتجنّب المشكلات والتوترات والنزاعات.

يشتمل التواصل الفعّال على القُدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر بوضوح وصراحة، والقُدرة على الاستماع بانتباه للآخرين وفهم ما يقولون بدقّة.

تعتمد فعالية التواصل على العديد من العوامل، بما في ذلك: استخدام لغة واضحة، والتعبير عن الأفكار والمشاعر بطريقة مُلائمة ومحترمة، والاستماع الذي يتضمّن التركيز والفهم العميق لما يُقال.

يعتمد التواصل الفعّال أيضًا على القُدرة على فهم الثقافات، واحترام التنوّع في الآراء والمواقف، ما يُساعد على بناء علاقات جيّدة بالآخرين.

حل المشكلات

تعتبر مهارة حل المشكلات ضرورية في الحياة اليومية والمهنية، حيث يتعرّض الأفراد والمُؤسسات لمجموعة مُتنوّعة من المشاكل والتحديات.

يتضمّن حل المشكلات عدّة خطوات، بما في ذلك: تحليل المشكلة بعناية وفهم جوانبها المختلفة، وتحديد الأسباب الجذرية للمشكلة، واستكشاف الخيارات المتاحة لحلها، وتقييم هذه الخيارات بناءً على معايير مُحدّدة، ثم اتخاذ القرار بشأن الخيار الأفضل وتنفيذه.

تعتمد فعالية حل المشكلات على القُدرة على التفكير الإبداعي والمنطقي، والقُدرة على العمل الجماعي والتعاون مع الآخرين في البحث عن الحلول. كما تتطلّب هذه المهارة المرونة والقُدرة على التكيّف مع التغيّرات والظروف المُتغيّرة بسرعة.

باستخدام مهارة حل المشكلات، يُمكن للأفراد والمُنظمات تجاوز التحدّيات والعقبات بنجاح، وتحقيق الأهداف المنشودة كما ينبغي.

اتخاذ القرارات

يُعدّ اتخاذ القرارات أحد أهم العناصر في الحياة اليومية والمهنية. فالقرارات التي نتّخذها تؤثر بشكل كبير في مسار حياتنا.

تتطلّب هذه المهارة القُدرة على التفكير بوضوح والتحليل الدقيق للمعلومات المُتاحة. كما يجب أن يكون الفرد قادرًا على تقدير الخيارات المُتاحة واختيار الأفضل من بينها بناءً على معايير مُحدّدة وأهداف مُحدّدة.

يتعيّن على الشخص أيضًا أن يكون قادرًا على تقدير المخاطر والفُرص المُرتبطة بكل خيار واتخاذ القرار الأمثل وفقًا للظروف.

الاستقصاء (طرح الأسئلة)

يُعدّ الاستقصاء أو طرح الأسئلة أداة قويّة لاكتساب المعرفة وتطوير المهارات. يعكس الشخص الفضولي الذي يطرح الأسئلة استعداده لاستكشاف المواضيع بعمق وفهمها على نحو أفضل.

في السياق ذاته، يُمكن أن يكون الاستحياء من طرح الأسئلة عائقًا لتحقيق النمو والتطوّر الشخصي.

بطرح الأسئلة، يُمكن للفرد أن يستكشف موضوعات جديدة تُساعده على توسيع آفاقه وتطوير مهاراته.

بالإضافة إلى ذلك، يُمكن للأسئلة الموجّهة أن تُحفّز على التفكير النقدي والابتكار، ما يُعزّز القُدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات الصائبة.

بناء العلاقات

يُعدّ بناء العلاقات الصحية والإيجابية أحد العوامل الرئيسة في تحقيق النجاح والسعادة في الحياة الشخصية والمهنية.

عندما نبني علاقات صحيّة بالآخرين، نجد أنفسنا نتمتّع بشبكة دعم قويّة يُمكننا الاعتماد عليها في الأوقات الصعبة. كما تُساعدنا هذه العلاقات على تحقيق أهدافنا المهنية بتوفير الفُرص والتوجيه والتشجيع.

من جهة أخرى، تُؤثّر العلاقات السلبية أو السامة سلبًا في صحتنا النفسية والعاطفية، وتزيد من مستويات التوتّر والقلق. لذا من الضروري أن نتجّنب الانخراط في علاقات تُسبّب لنا الضرر ونُركز بدلاً من ذلك على بناء وتعزيز العلاقات الإيجابية التي تسهم في نمونا الشخصي والمهني.

معرفة الذات

تعني معرفة الذات القدرة على فهم النفس بشكل عميق، وتحديد القيم والمبادئ التي تحكم تصرفاتنا واختياراتنا.

تُمكّننا معرفة الذات من تحديد نقاط القوة والضعف لدينا. يًساعدنا هذا الوعي الذاتي على اتخاذ قرارات أفضل وتحقيق أهدافنا بشكل أكثر فاعلية. كما تُساعدنا معرفة الذات على فهم كيفية تأثير سلوكنا وتصرفاتنا في الآخرين، وبالتالي تحسين علاقاتنا الشخصية والمهنية.

تطوير المهارات الناعمة

يُعدّ تطوير المهارات الناعمة جزءاً أساسياً من عملية النمو الشخصي والمهني. هذه المهارات تُساعد الأفراد على التفاعل بشكل فعّال بالآخرين، وتُعزّز القدرة على حل المشكلات، وتسهم في بناء علاقات صحيّة وفعّالة في العمل والحياة الشخصية.

إليك بعض الطرق لتطوير المهارات الناعمة:

الانفتاح على النصائح 

إذا أردت أن تطوّر أيّة مهارة من المهارات، فعليك أن تعير أدانك للنصائح التي يصدرها الناس المحيطين بك من أجل التعرف إلى نِقَاط ضعفك ونقاط قوتك.

عندما تكون منفتحًا على النصائح والانتقادات البناءة، فسوف تتعرف إلى الأمور التي ينبغي لك تطويرها…

لا تنس أن تشكر الأشخاص الذين يساعدونك على اكتشاف نقائصك… لأنّ أول خطوة نحو التطوير هي إدراك ما يجب تعلمه أو تطويره أو تحسينه…

تواصل بفعالية

يلعب التواصل الفعال دورًا مهمّا في مكان العمل أو بيئة العمل، لأنّه يساعدنا على التواصل مع زملاء العمل بفاعلية، لذلك يعدّ التواصل الفعّال من أهم المهارات الناعمة التي ينبغي لأيّ شخص تطويرها في أسرع ما يمكن.

عندما تتواصل مع الآخرين، عليك الأخذ بعين الاعتبار طريقة كلامك والأسلوب الذي تستعمله ونبرة صوتك…

يلعب الأسلوب دورًا هامّا في عملية التواصل، لأنّ أسلوب التواصل يختلف من مكان إلى آخر، ولا نستطيع أن نقول أيّ شيء في أي مكان… كما يقول المثل العربي: “لكل مقام مقال.

التعاطف مع الناس المحيطين بك

يُعدّ التعاطف من المهارات الناعمة الضرورية خصوصًا في بيئة العمل…

في أي بيئة عمل في هذا العالم، هناك مجموعة من الموظفين، لهم ثقافات مختلفة وأفكار مختلفة واعتقادات مختلفة وآراء مختلفة… لهذا السبب، على كافة الموظفين أن يكتسبوا مهارة التعاطف.

يقصد بالتعاطف، القدرة على تفهم مشاعر الناس وتأثير المشاعر عليهم من وقت لآخر.

ممّا سبق، يتبين أنّ التعاطف مهارة واجبة من أجل العمل في أفرقة كما يجب، وتجنب النزاعات المحتملة مهما كان الثمن.

بناء علاقات إيجابية

تعتمد أغلب المهارات الناعمة على بناء علاقات نافعة في مكان العمل أو في الحياة العامة. هذا الأمر، أي بناء العلاقات يساعدنا على تحسين مهاراتنا الناعمة من غير وعي منّا.

يساعد بناء العلاقات، سواء في بيئة العمل أو خارجه، على مشاركة التجارِب والآراء والأفكار والخبرات. هذا بدوره يساعدنا على تحسين مهاراتنا واكتساب معارف جديدة والتعرف إلى نقائصنا والعمل على تنميتها.

اخرج من منطقة راحتك

أغلب الناس يخافون من تجريب أمور جديدة مما ينعكس سلبًا في تعلمهم ونموهم الشخصي. يعود سبب ذلك إلى خوفهم من الخروج من منطقة الراحة حيث تكون الأمور مألوفة ومتوقعة، إذ تعودوا على فعل الأمور بصورة آلية.

إذا كنت ترغب في اكتساب المهارات الناعمة، فعليك الخروج من منطقة راحتك وتعلم أشياء جديدة. لا تخشى الفشل؛ فالفشل هو الطريق إلى النجاح.

لا تتردد في التحدث مع الغرباء، ولا تخاف من السفر بمفردك، ولا تتردد في زيارة الأماكن التي قد لا يذهب الناس إليها. هذا هو أساس تنمية المهارات الحياتية والمهارات الناعمة.

تعلّم أشياء جديدة

عندما تبدأ بتعلم أي مهارة أو موضوع جديد، فمن الطبيعي أن تشعر بالملل والنفور والقلق أحيانًا. ولكن هذا أمر عادي ويحدث للجميع حول العالم، بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية أو مستواهم الثقافي.

التعلم أمر حيوي إذا كنت ترغب في تحقيق أحلامك وأهدافك. يساعدك التعلم على اكتساب المعرفة بسرعة ودمجها في حياتك الشخصية والمهنية.

في المرات القادمة، عندما ترغب في تطوير مهاراتك الناعمة، فعليك التعلم والقراءة وطلب النصائح من المتخصصين في مجالاتهم. هذا هو المفتاح الرئيسي للنجاح الذي يمتلكه الجميع.

الاندماج في التغييرات

يُعدّ التأقلّم من المهارات الناعمة الضرورية التي ينبغي لأيّ شخص اكتسابها بأسرع ما يمكن. 

كما هو معروف، فالذكاء الاصطناعي منذ مدّة قريبة أحدث تغيّرات كبيرة في سوق الشغل وفي المهن الحالية. لذلك، على الموظفين مُواكبة عصر الذكاء الاصطناعي وتكييف مهاراتهم الصلبة مع سوق الشغل والذكاء الاصطناعي.

عدّة دراسات أجريت حديثًا، تقول إنّ الذكاء الاصطناعي، سوف يقضي على الكثير من المهن. إذا لم تتأقلم مع هذا العصر، فسوف يأتي اليوم الذي تفقد فيه عملك فجأة.

لا تدع النزاعات تقف في طريقك 

كما هو معروف، في أي مكان هناك نزاعات تحدث من وقت لآخر، لا سيما في بيئة العمل التي تتضمّن أناسًا من خلفيات ثقافية مختلفة. لذلك، عليك أن تتعلم مهارة حل النزاعات أو طرق تحول دون حدوث نزاعات.

عوضًا عن الدخول في نزاع مع شخص يخالفك الرأي، كن منفتحًا على آرائه. إذا كانت جيدة، لا بأس في تقبّلها. وإذا كانت تخالف معتقداتك، فتجاهلها، كما نتجاهل الناس السلبيين.

كن زعيمًا

أغلب الناس يخافون من تحمل المسؤولية وقيادة الآخرين، لأنهم يظنون أن قيادة الآخرين شيء سيء، هذا أمر خاطئ.

فقيادة الناس وتوجيههم لتحقيق أهداف مشتركة هو أمر جيد وصحي للغاية ونافع لكافة أعضاء المجتمع.

في المرة القادمة، إذا كنت تعمل في فريق ما، فلا تخف من تقديم النصائح وآرائك الشخصية ولا تخف أيضًا إذا ما تمّ رفض آرائك، لأن هذا أمر عادي. سوف يأتي يوم يعمل الناس بآرائك وأفكارك وسوف ينبهرون بك، وسوف تصير قائدًا لهم دون علمهم أو بموافقتهم.

لهذا السبب، عليك تحسين مهاراتك الناعمة، خصوصًا في الزعامة أو القيادة، وعليك أيضًا القراءة في مجال تخصّصك لأنّ المهارات الصلبة والمهارات الناعمة مُرتبطة معًا، ولا يُمكن الاستغناء عن أحدها على حساب الأخرى.

لا تتأخر 

في أغلب بيئات العمل، هناك بعض الموظفين يتأخرون في الحضور إلى العمل، لأنهم ببساطة لا يديرون وقتهم على نحو أفضل، ويؤثر ذلك في مسارهم المهني.

إذا أردت أن تطوّر المهارات الناعمة الخاصة بك، فأول شيء عليك الانتباه له هو الوقت، والتعرف إلى طرق إدارته على نحو فعال، ولا تضعه لأن الوقت أثمن من المال، لكن نحاول تجاهل ذلك.

كيفية اكتساب المهارات الناعمة

أصبحت المهارات الناعمة أو المهارات اللطيفة مهمة جدّاً خصوصًا عند التقدّم لوظيفة من الوظائف في الآونة الأخيرة…

كما تعرفون أو لا تعرفون، فسوق الشغل تطوّر كثيرًا مؤخرًا مع ظهور الذكاء الاصطناعي وتطوره المدهش…

صار الذكاء الاصطناعي خصوصًا –شات جي بي تي (المُحوّل التوليديّ المُدرَّب مُسبقًا للدردشة) (بالإنجليزية: ChatGPT)- قادرًا على القيام بالكثير من المهام، لهذا السبب، ينبغي لنا اكتساب مهارات جديدة في أسرع وقت ممكن وتقويّة مهاراتنا الخاصة إذا أردنا أن نواكب العصر الحالي. لكن، كيف اكتسب المهارات الناعمة؟…

إذا أردت أن تكتسب المهارات الناعمة، ينبغي لك أن تتبع النصائح التالية بحذافيرها:

الانغماس

عندما تريد أن تكتسب مهارة مّا أو تُطوّر مهاراتك الخاصة، فأنت في حاجة ماسة إلى الانغماس في بيئة تدفعك إلى تطوير وممارسة المهارة المعنية بالأمر.

على سبيل المثال، إذا أردت أن تطوّر مهارات التواصل، فعليك التعرف إلى كيفية تنمية هذه المهارة وممارسة ما تعلمته مع أناس أو الأشخاص المحيطين بك، وإذا أردت أن تتعلم لغة مّا، فعليك قراءة الكتب باللغة التي ترغب فيها، والتحدث مع أصحاب اللغة حتّى تصبح متحدثًا جيّدا في اللغة التي تريد أن تتعلمها.

تحديد أهداف واقعيّة

كثيرًا من الناس غير واقعين، ويرغبون في تحقيق أهداف تفوق قدراتهم الفكرية والجسدية أو أهدافا لا تتوافق مع شغفهم، لذلك يفشلون ويشعرون بالعار والخزي.

إذا أردت ألّا تصبح مثلهم، فعليك أن تحدّد أهدافًا واقعيّة، تستطيع العمل عليها وتحقيقها.

الشيء ذاته ينطبق على المهارات الناعمة، لا أحد منّا يستطيع أن يكتسب كافة المهارات الناعمة، لكنّه يستطيع أن يكتسب أهمها أو المهارات المتعلقة بمهنته أو وظيفته.

احتفل بإنجازاتك 

إذا بدأت بتعلّم أيّ مهارة، فعليك دائمًا الاحتفال بما تعلّمته وألّا تحتقر ما تعلّمته بالرغم من صغره.

يُساعدنا الاحتفال بإنجازاتنا الصغيرة على تحفيز ذواتنا على العمل على الأهداف المستقبلية بالإصرار نفسه والعزيمة ذاتها.

القراءة

عندما نُريد أن نتعلّم مجالًا من المجالات أو مهارة من المهارات، ما نفعله هو قراءة كتب المتخصّصين في المجال. الشيء ذاته ينطبق على المهارات الناعمة. إذا أردت، على سبيل المثال، أن تطوّر مهارات الإنصات الخاصة بك، فعليك أن تقرأ هذه المقالة أو تقرأ كتبًا تتكلّم عن هذه المهارة بالتفصيل الممل. (تعرّف إلى فوائد القراءة)

للقراءة عدّة فوائد، بما في ذلك اكتساب المعرفة. لهذا السبب، إذا أردت أن تصبح أحسن ممّا كنت عليه البارحة، فعليك بالقراءة، على الأقل صفحة واحدة كل يوم.

مارس ما تعلمته

القراءة وحدها لا تكفي، بل عليك ممارسة ما تعلمته رويدًا رويدًا. على سبيل المثال، إذا أردت أن تطوّر الذكاء العاطفي الخاص بك، فينبغي لك قراءة هذه المقالة: “الذكاء العاطفي”، وممارسة ما تعلمته في حياتك اليومية. وبعد حين سيصبح ما تعلمته جزءًا من عاداتك الحميدة.

حّدد نقائصك 

لا يمكن لأيّ أحد كان على وجه هذه الأرض أن يطوّر المهارات الناعمة الخاصة به من غير تحديد النقائص والأمور التي لا يبرع فيها.

عندما تحدّد نقائصك، فسوف تطوّر المهارات الناعمة الخاصة بك بسرعة، لأنّك تعرف نِقَاط قوتك ونقاط ضعفك والأمور التي تحتاج إلى تنمية وتحسين. على سبيل المثال، إذا كنت تقاطع الناس كثيرًا، فعليك قراءة هذه المقالة: “مهارات الإنصات”، لكي تنمي مهارات الإنصات النشط الخاصة بك بأسرع ما يمكن.

راجع أحلامك

كثيرًا من الأشخاص لديهم أحلام لا يمكن تحقيقها مهما فعلوا من مجهود، ومع ذلك متشبثين بها بسبب جهلهم لعواقب ذلك.

بعض الناس لديهم قوة ذبابة ويرغبون في جر عربة حصان.

الأمر نفسه ينطبق على بعض الناس لديهم أهداف تفوق قدراتهم، إذا أردت ألّا تصاب بالإحباط مثلهم، فراجع أحلامك وتنازل عن الأحلام والأهداف التي تفوق قدراتك الفكرية والجسدية.

خلاصة القول

تُسلّط هذه المقالة المقالة الضوء على أهمية المهارات الناعمة في سوق العمل الحديث، وخاصةً في ظل التقدّم السريع للذكاء الاصطناعي.

وتُوضّح أيضًا كيف أنّ المهارات الناعمة مثل: التواصل الفعال، وحل المشكلات، والتعاطف أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى.

في النهاية، يُشير المقال إلى أنّ الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يُؤدّي إلى تحويل الطرق التقليدية للعمل ويجعل المهارات الناعمة أداة أساسية للتفوّق في السوق.

لذلك، يببغي للأفراد تطوير وتعزيز مهاراتهم الناعمة لتحسين فرُصهم في الحصول على عمل مرموقة والنجاح في بيئة العمل المُتطوّرة.


اكتشاف المزيد من Snazzy Skills

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقًا

Scroll to Top