العصف الذهني (بالإنجليزية: Brainstorming) هو عملية لتوليد الأفكار الإبداعية من قبل فريق متمكّن.
يُعدّ العصف الذهني أو القدح الذهني من طرق وتقنيات حل المشكلات، حيث يولّد الفريق أفكارًا بمقدورها حل المشكلة التي تواجه طرفًا من الأطراف.
العصف الذهني هو تقنيّة تمّ اختراعها في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي من قبل الأستاذ الأمريكي أليكس فيكني أوزبورن، وكان يؤمن بأنّ التفكير الإبداعي والتخيّل هما مفاتيح النجاح في أيّ مجال من مجالات الحياة.
في تقنيةالقدح الذهني، يتمّ تحفيز الإبداع والتفكير الإيجابي والتخيّل عن طريق جمع الأفكار بطريقة غير منضّمة وتحرير العقول من القيود، وذلك لتوليد الأفكار الجديدة والمبتكرة التي يُمكن استخدامها في حل المشكلات وتحقيق الأهداف.
كما أشار أوزبورن (Alex Faickney Osborn) إلى أنّ الأفكار الجديدة والمُبتكرة يجب أن تحمل في طياتها الإيجابية والأمل والتفاؤل، ويجب تجنب الانتقادات السلبية التي تقوم على تدمير الأفكار وتقييدها. ويجب أن يتمّ تشجيع الأفراد على الإبداع وتقدير الأفكار المختلفة والمتنوعة، حتّى يتمّ تحقيق أفضل نتيجة مُمكنة في عملية التفكير الإبداعي.
لهذا السبب، عزم ألأكس على إيجاد طريقة أو استراتيجية من أجل التصدّي لمثل هذه التصرفات القمعيّة وجعل الناس يحررون تفكيرهم الإبداعي.
في السياق ذاته، طوّر ألكس العصف الذهني من خلال مبادئ بسيطة وسهلة.
لاحظ ألكس أنّ الاجتماعات التي تتّبع هذه القوانين أو المبادئ تُولّد عدداً كبيرًا من الأفكار بأقصى سرعة، وأغلب هذه الأفكار على الرغْم من أنّها جديدة قد تكون أفكارًا قيّمةً.
محتوى المقالة
مهارات العصف الذهني
تكمن مهارات العصف الذهني في تحفيز عملية التفكير الإبداعي والتخيّل، وتشجيع الأفراد على التعاون والتفكير بحرية من غير حواجز.
العصف الذهني (Brainstorming) هو طريقة تفكير جماعي تُستخدم لتوليد الأفكار وحل المشكلات.
تُعدّ استراتيجية العصف الذهني واحدة من أهم الاستراتيجيات الإبداعية التي يُمكن استخدامها لتوليد الأفكار وحل المشكلات بطريقة مبتكرة. وتتضمّن استراتيجية القدح الذهني العديد من المراحل، مثل:
التخطيط للجلسة
تخطيط للجلسة يعني: تكوين فريق – تحديد المهمة أو المشكلة – وتحديد زمن الجَلسة
لا يوجد أي ضمان لنجاح جَلسة العصف الذهني، وقد يكون النجاح أو الفشل مرتبطًا بعدة عوامل، مثل التحضير المسبق، وتنظيم الجَلسة، وتشكيل الفريق، وتوفر الوقت والموارد اللازمة.
تجميع الفريق
في جَلسة العصف الذهني على الفريق أن يتراوح ما بين 8 و12 عضو.
أوصى أليكس فيكني أوزبورن بخلط أعضاء أساسين وضيوف بنسب متساوية.
الأعضاء الأساسين عبارة عن أشخاص خبراء في استراتيجية العصف الذهني.
على الفريق أن يكون مختلطًا أي يضمّ الكثير من الأشخاص من مختلف التخصصات إذا أمكن.
مع أنّ الأشخاص من تخصصات مختلفة سيجعل الجَلسة فعّالة إلا أنّه من الصعب تكوين فريق من تخصصات مختلفة.
تنقس أدوار الفريق إلى 3 أدوار: المسيّر – الزَّبُون – المفكرين
المسيّر
المسيّر في جَلسة العصف الذهني، يعطي التعليمات وينظم الجَلسة. في غالب الأحيان يكون مسيّر الجَلسة شخص يتقن جيدا استراتيجية العصف الذهني، ومهامه تكون كالتالي:
- يدبر الجَلسة: يحدد وقت بداية ونهاية كل جَلسة بالتركيز على التقنيات المناسبة لكل جَلسة.
- لا يسمح للمشاركين أن يتكلموا في الوقت نفسه.
- يشجه الجميع على المشاركة في الجَلسة.
- يمنع منعا كليّا التقييم.
- يراقب إذا ما كان الجميع يدوّن الأفكار المحصل عليها.
- يحافظ على الوقت.
لا ينبغي للمسير أن يكون هو صاحب المشكلة، بل على المشكلة أن تنتمي للزبون.
الزّبُون
يَجِبُ ألاّ يكون الزَّبُون هو مسيّر الجَلسة، لأنّ المشكلة تخصه، والزبون هو من يحدّدها ويشرحها للمشاركين في جَلسة العصف الذهني.
أمّا الفريق فعليه أن يكون متعطشا لإرضاء الزَّبُون من خلال الأفكار التي سوف يقدمها بعد تقييمها وتطويرها.
في نهاية الجَلسة، سوف يتحمّل أحد الأشخاص تنفيذ الحل كما تم تقديمه من طرف الفريق المشارك في الجَلسة.
المفكرين
في جلسات العصف الذهني، يلعب الفريق دور المبدعين من أجل مساعدة الزَّبُون، دورهم الرئيس هو معاملة الزَّبُون كأنّه مستهلك ذو قيمة. لذلك سوف يستمعون له ويولدون الافكار من أجله ويقدمون له اقتراحات من أجل إيجاد حل سليم لمشكلته.
من الجيد أن يتكون الفريق من أشخاص من مختلف التخصصات لكي يكون الحل المقدم فعالا.
تحديد المشكلة أو المهمة
تكون استراتيجية العصف الذهني فعّالة عندما يكون صاحب المشكلة هو الزَّبُون. لذلك، عليه أن يصف المشكلة التي تواجهه بالتفصيل الممل لكي يوفر الوقت على الفريق ولكي تكون الجَلسة ناجحة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
قبل الجَلسة على المسيّر أن يتأكد إذا ما كان الزَّبُون يريد حقا حل المشكلة وأنّه لا يملك حلا لمشكلته وأنّه منفتح لاقتراحات بكافة أنواعها …
تسليم المهمة للفريق
على الزَّبُون أن يصف المشكلة التي تواجهه في عرض تقديمي لا يتزاوج 5 دقائق حيث يشرح المشكل بتقديم بعض الأمثلة الملموسة.
تحديد الوقت الزمني للجلسة
أغلب جلسات العصف الذهني تكون طويلة، لكن أحسن مدة زمنية للعصف الذهني هي 30 دقيقة ولا يجب أن تتزاوج الجَلسة 45 دقيقة.
ممّا سبق يمكن تقسيم جَلسة إلى 3 أجزاء:
فحص المشكلة
يسلّم الزَّبُون “المهمة” للفريق بعد ذلك يناقشها الفريق ويصيغها على أنّها “مهمة مفهومة”.
توليد الأفكار
يولّد الفريق الأفكار وفقًا لفهمه المهمة ثم ينتقي الزَّبُون أحد الأفكار المقترحة ليتم توسيعها وشرحها بالتفاصيل المملة.
تطوير الحل
يقدّر الفريق والزبون نِقَاط الضعف ونقاط القوة للأفكار المقترحة، ثم يتم إقراح فكرة سهلة التنفيذ للعمل عليها.
المبادئ التي يقوم عليها العصف الذهني
يقوم العصف الذهني على 4 مبادئ:
استهداف الكَمّيَّة
كلما كانت الأفكار المولدة كثيرة، زاد حظ إيجاد حل مناسب للمشكلة المقترحة.
لا مجال للانتقاد
لا ينبغي انتقاد الأفكار المولّدة، بل ينبغي للمشاركين التركيز على توسيع الأفكار وخلق أفكار جديدة.
التشجيع على الأفكار الغريبة
يجب تشجيع الأفكار العجيبة، لأنّ القدح الذهني يحب الأفكار الخارجة عن المألوف وخصوصًا التفكير الإبداعي أي التفكير خارج الصندوق.
تحسين الأفكار
في استراتيجية العصف الذهني، ينبغي لنا تشجيع المشاركين على إضافة أفكار أو توليد المزيد من الأفكار.
خطوات العصف الذهني
أطلق أليكس فيكني أوزبورن على العصف الذهني “التخيّل المنظم”.
وجمع بين التخيّل بالإنجليزية “Ideation” (خلق الأفكار) والحكم (أي غربلة الأفكار وانتقائها وتصنيفها والتخلص من الأفكار غير المفيدة.)
تتمحور فكرة أو استراتيجية العصف الذهني على توقيف الحكم، هذا يعني فصل “توليد الأفكار” عن “الحكم “وتأجيله إلى وقت لاحق.
في عملية القدح الذهني قسّم أليكس فيكني أوزبورن القدح الذهني إلى مرحلتين: التخيّل والحكم.
التخيّل
ينبع التخيل أي: توليد الأفكار من تجاربنا السابقة.
في مرحلة التخيل نحوّل تجاربنا إلى: كلمات – صور – رسوم – أفكار…
الحكم
في مرحلة الحكم نستعمل اللغة من أجل القيام بشيء ذو أهمية ونصدر أحكاما من خلال العقل والتقييم.
يمنح العقل معنى لما نلاحظ أمّا التقييم يخبرنا إذا ما أعجبتا الأفكار أم لا وما يجب فعله بخصوصها.
أحيانا نتجاهل المرحلة الأولى ونظن أننا نحسن فعلا. هذا النوع من التجاهل حذر منه أليكس فيكني أوزبورن باعتباره العدو المبين للعصف الذهني.
القدح الذهني هو طريقة لتطوير مهارات التفكير لا سيما مهارة التخيّل، لأنّ امتلاك الأفكار هو بمنزلة رؤية الحقيقة أو الواقع من جانب مختلف.
طريقة العصف الذهني
هناك 5 طرق لتدبير جلسات العصف الذهني بفعاليّة:
تحضير البيئة
على المسيّر أن يخلق بيئة مناسبة للعصف الذهني وأن يوفر جميع الأدوات التي سيحتاجها الفريق لبدأ الجَلسة.
وصف المشكلة بإسهاب
يقدم مسيّر الجَلسة المشكلة للمشاركين في الجَلسة وذلك بوصفها وتقديم معطيات أو الاقتراحات لحلها إذا وجدت.
تحديد تاريخ الجَلسة والقوانين التي ينبغي احترامها
مسيّر الجَلسة يحدد وقت الجَلسة ويخبرهم بالقوانين: توليد الأفكار بغزارة – لا توجد فكرة سيئة – تحليل الأفكار وتقييمها سيكون في أخر الجلسة- جميع المشتركين عليهم تقديم اقتراحات أو أفكار.
بدأ الجَلسة
على مسيّر أو منظم الجَلسة أن يحث كافة المشاركين على تدوين أفكارهم في مدة تتراوح ما بين 10 و15 دقيقة.
تنظيم الأفكار والتصرف
في هذه المرحلة، يقوم منسق الجَلسة بالتخلص من الأفكار المكررة التي لا عَلاقة لها بالمشكلة ثم يصنف الأفكار وفقا لتشابهها …أو شيء من هذا القبيل.
مثال على العصف الذهني
مثال على استراتيجية العصف الذهني في حالة تطوير المنتجات.
- توليد الأفكار: يتم تشجيع المشاركين على التفكير بشكل حر ومنفتح، وتوليد العديد من الأفكار المختلفة والمتنوعة حول المشكلة المحددة.
- التصفية والتحليل: يتم تحليل الأفكار المولدة وتصفيتها وفقًا للمعايير المحددة، مثل الجدوى والتكلفة والتطبيقية وغيرها، ثَمّ يتم اختيار الأفكار الأفضل والأكثر تحقيقًا للأهداف المرجوة.
- التنفيذ: يتم تطبيق الأفكار المختارة وتنفيذها في تطوير المنتج أو حل المشكلة المحددة.
على سبيل المثال، إذا كانت الشركة تريد تطوير منتج جديد، يمكن لفريق العمل استخدام العصف الذهني لتوليد العديد من الأفكار، مثل تصميم منتج بتصميم جديد أو إضافة مِيزة جديدة إلى المنتج الحالي أو تحسين جودة المنتج وغيرها. وبعد التحليل والتصفية، يمكن للفريق اختيار الأفكار الأكثر جدوى وتحقيقًا للأهداف، ثمّ تطبيقها في تطوير المنتج.
شروط العصف الذهني
توجد بعض الشروط التي يجب توافّرها لضمان نجاح جَلسة العصف الذهني وتحقيق النتائج المرجوة، وتشتمل على:
- التركيز
- عدم التسرع
- التنويع في الأفكار
- عدم الانحياز
- الصدق
- المصداقية
- الاحترام
- توثيق الأفكار
- تشجيع الإبداع أي الخروج عن المألوف
على المشاركين في جَلسة العصف الذهني أن يتّبعوا هذه الشروط لتحقيق أفضل النتائج وتوليد أفكار مبتكرة وإيجابية.
خلاصة القول
استراتيجية العصف الذهني عملية إبداعية هامة يمكن استخدامها في العديد من المجالات والأغراض، وتتميز بتفكير حر ومنفتح وتشجيع التنوع والتعدد في الأفكار.
فعلى الرغم من أن الإنسان كائن مفكر، فإنّه قد لا يكون مُدركًا لطريقة تفكيره أو العوامل التي تؤثر فيها.
قد يتجاهل البعض أهميّة تطوير مهارات التفكير الخاصة بهم والبحث عن طرق لتحسينها، ما يمكن أن يؤثر سلبًا في قدرتهم على توليد الأفكار الجديدة والحلول الإبداعية.
لحسن الحظ، بعض المفكرين اليوم يعرفون استراتيجية العصف الذهني التي بمقدورها مساعدتهم على التفكير بطريقة، واضحة، وطريقة ابداعية، وفعّالة.
عند استعمال استراتيجية العصف الذهني علينا أن نفرّق بين: الحصول على الأفكار (توليدها) واستعمالها (تنفيذها).
بعض الأنماط التقليدية للتفكير مثل الحكم والتقييم والانتقاد لا تُجدي نفعًا في بعض الحالات، خاصةً عندما يتعلق الأمر بتوليد الأفكار الجديدة والإبداعية.
ففي بعض الأحيان، يمكن أن تعُوق هذه الأنماط من التفكير الإبداعي وتقييد الخيارات المتاحة.
في عملية القدح الذهني، ينبغي الفصل بين عملية خلق الأفكار وعملية استخدامها. ففي مرحلة خلق الأفكار، يتمّ جمع الأفكار وتوليد أفكار جديدة ومبتكرة بطريقة غير منظمة وغير محدودة، ويجب أن تتم هذه المرحلة دون قيود وتقييدات.
أما في مرحلة استخدام الأفكار، فتتم مراجعة الأفكار المولدة وتحليلها واختيار الأفكار الأفضل والأكثر صَلاحِيَة لتنفيذها. ويتم في هذه المرحلة تقييم الأفكار وتحليل قدرتها على تحقيق الأهداف المحددة وتطبيقها على أرض الواقع.
اكتشاف المزيد من Snazzy Skills
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.