التفكير التحليلي: تعريفه، أهميته، مهاراته، واستراتيجياته

التفكير التحليلي

يُعدّ التفكير التحليلي من أهم القدرات العقلية التي يُمكن للإنسان تطويرها واستخدامها في مختلف جوانب الحياة. فهو يُمثّل عملية معرفية مُتقدّمة تُساعد على فهم الأمور على نحو أعمق وتحليلها بطريقة منطقية.

تُعدّ القدرة على التفكير التحليلي أساسية في حل المشكلات واتخاذ القرارات الصائبة في مختلف المجالات، سواءً في الميادين العلمية أو العملية أو الشخصية.

تتناول هذه المقالة أهمية التفكير التحليلي في حياة الفرد وكيفية تطويره واستخدامه بفعالية.

سيتم استعراض مفهوم التفكير التحليلي وأهميته في تحليل المواقف والمشكلات، بالإضافة إلى التركيز على أهم الخطوات والأساليب التي يُمكن اتّباعها لتعزيز هذه القدرة الحيوية.

باختصار، ستُقدّم هذه المقالة نظرة شاملة عن التفكير التحليلي كمفهوم وأسلوب حياة، وستُوفّر نصائح وإرشادات عملية للأفراد الراغبين في تطوير هذه القدرة الحيوية لتحقيق النجاح والتميّز في حياتهم الشخصية والمهنية.

تعريف التفكير التحليلي

التفكير التحليلي (بالانجليزية: Analytical Thinking) هو القدرة على تحليل المشكلات وتفكيكها إلى عناصر صغيرة أو أجزاء، ثم دراسة هذه العناصر أو الأجزاء على حدة لفهم كيفية عملها معًا وكيفيّة التأثير في بعضها البعض.

يقوم التفكير التحليلي على دراسة العناصر المختلفة للمشكلة وتحليلها بشكل دقيق لفهم العلاقات بينها وتأثيرها في بعضها البعض.

أهمية التفكير التحليلي

يُعدّ التفكير التحليلي من أهم القدرات العقلية التي ينبغي للفرد تطويرها واستخدامها في مختلف جوانب الحياة، سواءً في الحياة الشخصية أو العملية. فهو يُمثّل العمود الفقري لاتخاذ القرارات الصائبة وحل المشكلات بطريقة فعّالة ومنطقية.

تبسيط الأمور المعقّدة

يهدف التفكير التحليلي إلى تبسيط الأمور المُعقّدة وتفكيكها إلى أجزاء صغيرة قابلة للفهم والتحليل. وبهذا التقسيم، يُمكن للفرد فهم المشكلة بشكل أعمق وتحليلها على نحو أفضل، ما يُساعده على اتخاذ القرارات الصائبة بناءً على فهم دقيق للوضع.

التفكير الناقد والإبداعي

يُعدّ التفكير التحليلي أساسيًا للتفكير الناقد والإبداعي، حيث يُمكن للفرد بتحليل الحقائق والبيانات المُتاحة الوصول إلى حلول جديدة ومٌبتكرة للمشكلات المعقّدة.

يُساعد التفكير التحليلي على استكشاف الخيارات المتاحة بشكل شامل وتقييمها بناءً على الأدلّة المتاحة، ما يُمكنه من اتخاذ القرارات الصائبة كما يجب.

تطوير المهارات العملية والشخصية

عن طريق ممارسة التفكير التحليلي، يُمكن للفرد تطوير مجموعة مُتنوّعة من المهارات العملية والشخصية، مثل: القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، والتفكير الناقد، والتحليل العميق للمعلومات، وإدارة الوقت، والتخطيط الفعّال. كما يُساعد على تعزيز الثقة بالنفس وتحفيز الإبداع والابتكار في جميع جوانب الحياة.

مهارات التفكير التحليلي

مهارات التفكير التحليلي (Analytical thinking skills) هي مفتاح الفهم العميق والتحليل الدقيق للمشكلات والقضايا المعقّدة.

مهارات التفكير التحليلي
مهارات التفكير التحليلي

تتضمّن هذه المهارات العديد من الجوانب التي يجب أن يكتسبها الفرد ليُصبح قادرًا على التفكير بطريقة تحليلية ومنهجية، ومن بين هذه المهارات: الأخذ بعين الاعتبار التفاصيل، و طرح أسئلة ذكيّة وواضحة، و تصنيف وتنظيم المعلومات المحصّل عليها حسب أنواعها وأهميّتها، و افتراض حلول لحلّ المشكلة التي تواجهنا، و استقصاء كافة تفاصيل الموضوع والتفكّر فيها …

الملاحظة و تقديم التفاصيل

تُعدّ الملاحظة من مهارات التفكير التحليلي الضرورية عندما نُشير سواءً إلى التفكير المنطقي أو التفكير التحليلي.

في مهارة الملاحظة، نستعمل بطبيعة الحال حاسة البصر من أجل وصف كافّة العناصر المكوّنة للقضيّة أو المسألة التي شاهدناها.

إذا أردت أن تُحلّل أمرًا مّا، فعليك أن تأخذ بعين الاعتبار جميع التفاصيل التي تصف المشكلة أو الظاهرة.

في عملية الوصف عليك أن تُعيّن جميع السمات التي تُميّز ما أنت بصدد تحليله.

في عمليّة التحليل، عليك أن تُفكّك المشكلة التي أنت بصدد حلّها إلى عناصر. عند تفكيك المشكلة إلى عناصر، احتفظ فقط بالمعلومات النافعة ثم تخلّص من المعلومات التي لا تُغني ولا تُسمن من جوع، والتي بإمكانها أن تُشتتك عن هدفك الأسمى، أيّ حل المشكلة أو المشكلات التي تواجه.

طرح الأسئلة

تُعدّ عمليّة طرح الأسئلة من مهارات التفكير التحليلي الضرورية عندما يتعلق الأمر بالتفكير التحليلي. لذلك، إذا شئت أن تُحلّل أمرًا مّا بطريقة منهجيّة، فعليك أن تطرح أسئلة ذكيّة ومباشرة من غير مراوغة. كما يقول المثل العربي المتداول: “فهم السؤال نصف الجواب.

تُساعدنا الأسئلة المطروحة بطريقة ذكية على تحفيز عمليّة التفكير لدينا، عندما يطرح علينا شخص مّا سؤالًا. فأول ما نفعله هو اقتراح أجوبة، يُمكن للأجوبة أن تكون خاطئةً أو صحيحةً حسب فهمنا ومعرفتنا.

هناك نوعان من الأسئلة نسمعها كل يوم عند طرح الأسئلة:

  • الأسئلة البسيطة: هي أسئلة يُمكن طرحها باستعمال الحروف التالية ولا يجد المتلقي صعوبة في الجواب عنها مثل: من – كيف – ماذا – أين – لماذا…
  • الأسئلة المركبة: هي أسئلة يصعُب علينا الإجابة عليها خصوصًا إذا لم نكن نتمتّع بتفكير ناقد: مثل: ماذا لو – ما السبب – ما لو حدث – لماذا تُفكّر…

التصنيف والتنظيم

من الصعب على أيّ شخص كان أن يُحلّل دون الأخذ بعين الاعتبار التفاصيل التي تصف المشكلة التي هو بصدد حلّها. لذلك، إذا واجهتك مشكلة مّا، فأول شيء عليك القيام به هو تصنيف وتنظيم المعطيات التي حصلّت عليها.

كما هو معروف، فعند الانتهاء من تحرير التفاصيل التي تُحيط بالمشكلة، يأتي دور التصنيف وتنظيم المعلومات أو المعطيات المحصّل عليها.

لهذا السبب، تُعدّ مهارة التصنيف من المهارات الأساسية سواءً تعلّق الأمر ب التفكير الإبداعي أو التفكير المنطقي أو التفكير التحليلي.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما نقصد بمهارة التصنيف في التفكير التحليلي؟

التصنيف بكل بساطة هو وضع المعلومات أو المعطيات المحصّل عليها حسب أنواعها أو فائدتها أو أهميّتها.

عندما تُريد أن تحلّ مشكلة مّا، فصنّف المعلومات المحصّل عليها حسب صنفين: معلومات مفيدة، أيّ لها عَلاقة بالموضوع، ومعلومات غير مفيدة، أيّ لا عَلاقة لها بالموضوع ولا يُمكن الاعتماد عليها في حل المشكلة التي تواجهك أو اتخاذ القرارات.

تقديم الافتراضات

تُعدّ عمليّة صياغة الافتراضات أو الفرضيات من مهارات التفكير التحليلي الضرورية والأكثر استعمالًا من طرف الباحثين والعلماء منذ القدم حتّى الآن.

في التفكير التحليلي، تُستعمل الافتراضات بكثرة، هذه الافتراضات في غالب الأحيان تكُون مبنيّة على الملاحظة أو المعارف السابقة.

في الحقيقة، كُلّما زادت معرفة الفرد، قدّم افتراضات ذكيّة وصحيحة إن صحّ التعبير.

عندما تُريد أن تحلّ مشكلة مّا، فقدّم افتراضات من خلال المعلومات والمعطيات المتوفرة لديك، إذا قدمت على سبيل المثال افتراضين، عند البحث و التحليل والتقييم ستجد أنّ واحد من الافتراضات التي قدمتها صحيحًا، خصوصًا إذا كنت متعمقًا في المجال الذي واجهتك فيه المشكلة، هذا يعني أنّه: كلّما كُنت مثقفًا و تقرأ الكتب (فوائد القراءة)، سَهُل عليك حل مشكلاتك المختلفة، لأنّك تمتلك معلومات غزيرة في المجال المعني بالأمر.

إذن ممّا سبق، يُمكن أن نقول إنّ الافتراض هو مهارة رئيسة في التفكير التحليلي وتكمُن في طرح قضية مّا بهدف التحقق من صحتها أو عدم صحتها.

إذا أردت أن تُطوّر مهارة الافتراض أنصحك بالمطالعة في مجال تخصصك بالدرجة الأولى ثم المطالعة في مجالات تُحبّها أو شغوف بها. (تعرّف إلى فوائد القراءة)

الاستقصاء

في حقيقة الأمر، تُعدّ مهارة الاستقصاء من مهارات التفكير التحليلي المرغوبة عندما يتعلق الأمر بالتفكير التحليلي. لهذا السبب، عليك أن تُطوّر هذه المهارة كي تُصبح مثل الباحثين والعلماء.

في بادئ الأمر، يُلاحظ العالم أو الباحث ظاهرة مّا، ثم يتساءل عنها، ثم يطرح أسئلة بسيطة ومركبّة في نهاية المطاف، يُصيغ أسئلة يُمكن اختبارها.

لكي يقوم الباحث بهذا الأمر عليه أن يلجأ إلى مهارة الاستقصاء والتفكّر.

إذن ما الاستقصاء؟

ببساطة الاستقصاء هو مهارة من مهارات التحليل تتجلى في البحث عن تفاصيل قضية مّا بتعمّق.

يُستعمل الاستقصاء أيضًا في التفكير المنطقي من أجل التوصّل إلى استنتاجات، وذلك بفحص الأجزاء المكوّنة لمشكلة مّا أو قضية مّا.

كما لاحظت، فمهارات التفكير التحليلي الرئيسة 5 مهارات بما في ذلك: الملاحظة والتساؤل والتصنيف و الافتراض و الاستقصاء…

إذا أردت أن تُطوّر هذه المهارات، فأنصحك بالقراءة، خصوصًا قراءة كتب المتخصصين في مجالاتهم.

العلاقة بين التفكير التحليلي والتفكير المنطقي

العلاقة بين التفكير التحليلي والتفكير المنطقي وثيقة ومُتشابكة، حيث يُمكن اعتبار التفكير التحليلي جزءًا من التفكير المنطقي وأنّ التفكير المنطقي يُمثّل إطارًا عامًا يشتمل على التفكير التحليلي وغيره من الأساليب الفكرية الأخرى.

  • التفكير المنطقي: يُشير إلى القدرة على استخدام القواعد اللوجيكية أو المنطقية لتوليد استنتاجات صحيحة ومنطقية. يعتمد التفكير المنطقي على تطبيق المنطق في عملية التفكير، وهو يهدف إلى اكتشاف العلاقات الصحيحة بين الأفكار والمفاهيم واستخلاص استنتاجات صحيحة بناءً على هذه العلاقات.
  • التفكير التحليلي: يُعدّ جزءًا من التفكير المنطقي حيث يُركّز على قدرة الفرد على تفكيك المشكلات إلى مكوناتها الأساسية وتحليلها بعناية لفهمها بشكل أعمق. يضم التفكير التحليلي تحليل البيانات، وفهم العلاقات بين الأفكار، وتقييم الأدلة والبراهين، وتطوير استنتاجات مستندة إلى هذه العمليات التحليلية.

بمعنى آخر، يُمكن القول إنّ التفكير المنطقي يشتمل على الإطار العام لتوليد الاستنتاجات واتخاذ القرارات بناءً على المنطق، بينما يُمثّل التفكير التحليلي جزءًا من هذا العملية، حيث يتمثّل في العمل الفعلي لتحليل المشكلات وتفكيكها لفهمها على نحو أفضل.

تطوير التفكير التحليلي

يُعدّ تطوير التفكير التحليلي عملية مُستمرة ومهمّة لتحسين القدرات العقلية والتحليلية للفرد. في ما يلي بعض الاستراتيجيات التي يُمكن اتباعها لتحسين هذه المهارة:

التحليل الرباعي (بالإنجليزية: SWOT analysis)‏

التحليل الرباعي هو طريقة تحليلية استراتيجية اخترعها ألبرت إس. همفري في عام 1960 وتُستخدم في عدّة مجالات.

ينقسم التحليل الرباعي إلى أربعة أقسام: القوة – الضعف – الفرص – التهديدات:

  • القوة والضعف هما عوامل داخلية.
  • أمّا الفرص والتهديدات هُما عوامل خارجية.

الخطوات السبع ل شوجي شيبا (Dr. Shiba’s 7 steps)

عندما تريد حل مشكلة مّا، فقد تواجهك مشكلة بسيطة وفي أحيان أخرى مشكلة عويصة. لذلك، إذا أردت أن تحلّ مشاكلك بكل سهولة، فعليك اتباع تقنيّات بسيطة ومجربّة من أجل جمع المعلومات أو المعطيات.

عندما نتكلم عن التفكير التحليلي، فقد نشير -من وقت إلى آخر- إلى استراتيجية شوجي شيبا (Dr. Shiba’s 7 steps) التي تتجلى في 7 خطوات بسيطة ومفهومة وقابلة للتطبيق من الوهلة الأولى:

تعيين أو تحديد المشكلة – جمع المعطيات – تحليل الأسباب – التخطيط للحل – تقييم المؤثرات – التوحيد- تقييم العملية.

تعيين المشكلة

بطبيعة الحال، إذا أردت أن تجد حلًا لمشكلة مّا، فعليك أن تُحدّد هذه المشكلة بطرح السؤال التالي: ما المشكلة؟

عند تحديد أو تعيين المشكلة، عليك أن تصف المشكلة بالتفصيل. يُمكن وصف المشكلة بتفكيك أجزائها أو عناصرها ثم وصف كل عنصر على حدة.

جمع المعطيات أو البيانات

بعد تحديد المشكلة، عليك بطبيعة الحال أن تجمع كافة المعطيات اللازمة لتفسيرها. قبل جمع المعلومات أو المعطيات، اطرح على نفسك السؤال التالي: ماذا يجري؟ أو ماذا يحدث؟

تحليل الأسباب

تكمُن عملية تحليل الأسباب في معرفة الأمور التي أدّت إلى حدوث هذه المشكلة، كل مشكلة لديها محدثات أو مسببات.

لذلك، من أجل تحديد الأسباب التي أدّت إلى نُشوب هذه المشكلة، عليك أن تطرح التساؤلات التالية:

  • ما سبب ذلك؟
  • لماذا حدث هذا الأمر؟

التخطيط للحل

عند تعيين المشكلة وجمع المعطيات تأتي مرحلة التخطيط للحل.

في هذه المرحلة، عليك اقتراح حلول مؤقتة، لأنّ الحلول النهائية ستأتي بعد تقييم الآثار التي يُمكنها أن تحدث إذا ما نفذنا حلًا من الحلول المؤقتة.

تقييم الآثار

في مرحلة تقييم الآثار التي يمكن أن تترتب على الحلول التي عرضتها، عليك أن تكون حذرًا للغاية وأن تطرح السؤال التالي: هل الحلول المقترحة فعّالة أم لا؟

إذا لم تُقيّم الحلول بالطريقة الصحيحة، يُمكن أن تهمل حلاً يمكن له أن يكون أفضل الحلول المقترحة. في هذه المرحلة، لا تتسرع ولا تقلق كي تُحدّد الحل الفعّال والمناسب.

التوحيد

في مرحلة التوحيد، عليك أن تعرف إذا ما كان الحل المقترح شاملًا ويُمكن تنفيذه في مواقع مُختلفة، وأن يُفيد أكثر عدد من الناس بغض النظر عن مجلاتهم.

تقييم العمليّة

تُعدّ مرحلة تقييم عملية حل المشكلة من المراحل الضرورية عندما يتعلق الأمر بالحل النهائي والشافي.

قد تفيدنا عملية تقييم العملية في معرفة هل الحل كان جيّدا أم لا وهل نستطيع أن نستعمله مرة أخرى في سياق مختلف؟

في المرة القادمة، إذا واجهتك مشكلة مّا لا تتوتر، بل اتبع الخطوات السبع ل شوجي شيبا، تكمُن هذه المراحل إذن في:

تحديد ووصف المشكلة، وجمع المعلومات والمعطيات الضرورية، وتحليل أسباب حدوث هذه المشكلة بطرح السؤال لماذا؟، والتخطيط للحل، وتقييم الآثار التي يُمكن أن تترتّب على الحل المقترح، وتوحيد المعايير، وتقييم العملية التي قمنا بها من البداية حتى النهاية.

خلاصة القول

تناولنا في هذه المقالة أهمية التفكير التحليلي في الحياة الشخصية والعملية، حيث يُساعد على فهم الأمور بشكل أعمق وتحليلها بشكل أفضل، واتخاذ القرارات الصائبة.

كما تُسلّط الضوء على مهارات التفكير التحليلي، مثل: الملاحظة، وطرح الأسئلة الذكية، وتصنيف المعلومات، وافتراض الحلول، والتفكير في التفاصيل.

تُشير المقالة أيضًا إلى أهمية تطوير هذه المهارات لتحقيق النجاح والتميّز في الحياة، وتقدم نصائح عملية لتطوير التفكير التحليلي واستخدامه بشكل فعّال في مختلف المجالات.


اكتشاف المزيد من Snazzy Skills

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقًا

Scroll to Top