آداب الاستماع هي مجموعة من القيّم والممارسات اللائقة والمُحترمة التي ينبغي للشخص اتباعها خلال عمليّة الاستماع إلى الآخرين من أجل تعزيز التفاهم و التواصل بين الأفراد.
تشتمل آداب الاستماع على مجموعة من السلوكيات والممارسات الضرورية لضمان التفاهم وتحقيق تواصل فعّال، ومن بينها: عدم المقاطعة، الاحترام، التركيز على كلام المتحدث، إظهار الاهتمام، التفاعل مع المتحدث، التعاطف، تأجيل الحكم، الانفتاح لآراء الآخرين، التواصل البصري مع المتحدث، تدوين الملاحظات…
محتوى المقالة
آداب الاستماع
تضمّ آداب الاستماع مجموعة من الأسس والمبادئ التي يجب اتباعها لضمان تفاعل فعّال ومُثمر خلال عمليّة الاستماع. تشتمل هذه الآداب على: الاستماع بانتباه، عدم المقاطعة، الاحترام، التركيز على كلام المتحدث، إظهار الاهتمام، التفاعل مع المتحدث، التعاطف، تأجيل الحكم، الانفتاح لآراء الآخرين، التواصل البصري مع المتحدث، تدوين الملاحظات…
عدم المقاطعة
تُعدّ عدم المقاطعة خلال عملية الاستماع من أهم آداب الاستماع، لأنّها تُساعد على بناء جو مبني على الاحترام والتقدير المتبادل بين المتحاورين.
عندما نمنح الشخص الآخر الفُرصة للتعبير عن آرائه وأفكاره دون مقاطعته، فإنّنا نُظهر له احترامًا حقيقيًّا واهتمامًا بما يقول، ما يُعزّز التواصل الفعّال ويسمح ببناء علاقات قويّة بالآخرين.
الاحترام
يَلْعَب الاحترام دورًا مهمّا في آداب الاستماع، عندما نستمع باهتمام، مع تجنّب مقاطعة المتحدّث، فإنّنا نُظهر احترامًا حقيقيًا للشخص الذي نتحاور معه.
هذا النوع من الاحترام يُعزّز الثقة والتواصل السلس بين الأفراد، ويسهم في خلق بيئة تُشجّع على الحوار.
فضلًا على ذلك، يسهم الاحترام في تعزيز التفاهم المتبادل، ما يُؤدّي في نهاية المطاف إلى بناء علاقات متينة ومُثمرة بالآخرين.
لذا، يجب أن نحرص دائمًا على ممارسة الاحترام، لأنّه يُمثّل غراء العلاقات الاجتماعيّة والمهنيّة.
التركيز على كلام المتحدث
يُعدّ التركيز على كلام المُتحدّث من آداب الاستماع المهمة، لأنّه يُساعد على بناء جسر للتواصل الفعّال بين الأفراد.
عندما نُركّز على ما يقوله المتحدث، نُظهر له بذلك اهتمامًا حقيقيًّا ما يُعزّز التواصل والتفاهم المتبادل، ويسهم في بناء علاقات صحيّة وإيجابيّة بالآخرين.
زيادةً على ذلك، فالتركيز على كلام المتحدث يُساعدنا على فهم أعمق للمواضيع والمشاعر التي يُحاول المتحدّث التعبير عنها.
لذا، يجب أن نسعى دائمًا لتحسين مهاراتنا في الاستماع والتركيز خلال المحادثات من أجل بناء علاقات إيجابيّة وفعّالة بالآخرين.
إظهار الاهتمام
يقوم إظهار الاهتمام بكلام المُتحدّث خلال عمليّة الاستماع بدور حاسم في تعزيز فهمنا للمحتوى الذي يُقدّمه المتحدّث وتحسين جودة التواصل بين الأفراد.
عندما نهتم بما يقوله المُتحدّث، نُبدي له الاحترام والتقدير، ما يُعزّز ثقته بنا ويُشجّعه ذلك على مواصلة التعبير عن أفكاره ومشاعره بكل صراحة.
بالإضافة إلى ذلك، يُمكن لإظهار الاهتمام بكلام المُتحدّث أن يُشجّعه على تقديم المزيد من المعلومات أو التعمّق في المواضيع، ما يسهم في إثراء المُحادثة وتعميق فهمنا للموضوعات المطروحة.
التفاعل مع المتحدّث
عندما نتحدّث عن آداب الاستماع، فلا بد لنا أن نُشير إلى التفاعل مع المتحدّث.
يضمّ التفاعل المناسب الردود اللفظية مثل : الاستماع الفعّال بواسطة التأكيدات والتعبيرات الواضحة مثل “نعم” و “حسنًا” و “فهمت“.
كما يشتمل أيضًا على التعبيرات غير اللفظيّة مثل: تحريك الرأس للتأكيد أو الموافقة، وتوجيه العينين نحو المتحدث، واستخدام لغة الجسد التي تُظهر الاهتمام والتركيز.
هذا التفاعل يُعطي المُتحدّث إشارة واضحة بأنّ كلامه مُهم ومفيد، ويشجّعه على مواصلة التعبير.
فضلًا على ذلك، يُساعد التفاعل المتبادل على تعزيز التواصل والتفاهم بين الأطراف، ما يُعزّز العلاقات الاجتماعيّة والمهنيّة عمومًا.
التعاطف
يُعدّ التعاطف من آداب الاستماع المُهمة. عندما نتعاطف مع المُتحدّث، نُظهر له أنّنا نفهم ما يشعر به ونُقدّر تجاربه، وهذا يُعّزز الثقة والتواصل الفعّال بين الأفراد.
يُمكن أن يأتي التعاطف في أشكال عدّة، مثل التعبير عن الاهتمام، وتقديم الدعم العاطفي. كما يتضمّن التعاطف أيضًا الاستماع دون انتقاد أو تقييم، وإظهار الاهتمام الحقيقي بما يقوله المُتحدّث دون التدخّل في آرائه الشخصيّة.
تأجيل الحكم
أكثر الناس، بدلًا من الاستماع بانتباه للآخر، يحكمون عليه قبل أن يُكمل كلامه، ولا يدركون أنّ الحكم المُتسرّع ليس من آداب الحوار.
عندما نُقاطع المُتحدّث قبل انتهائه، نُظهر له عدم احترامنا لآرائه ما قد يُؤدّي إلى عدم فهم الموضوع بالكامل أو القضيّة التي يتحدّث عنها.
لهذا السبب ينبغي لنا أن نمنح الآخرين الفُرصة للتعبير عن أفكارهم بكل وضوح وتفصيل قبل اتخاذ أيّ قرار…
الانفتاح لآراء الآخرين
يُعدّ الانفتاح لآراء الآخرين من آداب الاستماع الأساسية. عندما نكون منفتحين على آراء الآخرين، نُظهر احترامنا لتنوّع الأفكار والتجارب، ما يُثري المحادثات ويُعزّز التفاهم بين الأفراد.
زيادةً على ذلك، يُمكن أن يُؤدّي الانفتاح على آراء الآخرين إلى تحفيز الحوار وتبادل الأفكار بشكل بنّاء، ما يُعزّز التواصل ويسهم في بناء علاقات إيجابيّة ومُثمرة.
لذا، بنبغي لنا أن نتعلّم أن نكون مستعدين للاستماع إلى آراء الآخرين بقلب منفتح…
التواصل البصري مع المتحدث
يقوم التواصل البصري بدور مهم خلال عمليّة الاستماع، و يُساعد على فهم الرسائل غير اللفظيّة التي يُعبّر عنها المُتحدّث.
عن طريق ملاحظة تعبيرات الوجه، وحركات الجسم، ولغة اليدين، يُمكننا التعرّف إلى المشاعر والمواقف التي يمرّ بها المتحدّث.
على سبيل المثال، عندما يتحدّث شخص مّا ويبتسم في الوقت نفسه، يُمكن أن نفهم أنّه يشعر بالراحة أو السعادة تجاه الموضوع الذي يتحدّث عنه.
تدوين الملاحظات
تلعب عمليّة تدوين الملاحظات دورًا مُهمًا خلال عمليّة الاستماع، وذلك لأنّها تُساعد على تركيز الانتباه وتوثيق الأفكار والمعلومات الرئيسة.
تُساعد عمليّة كتابة الملاحظات على ترتيب الأفكار وفهمها بشكل أفضل ما يُعزّز قُدرة الفرد على استرجاع المعلومات في وقت لاحق.
إلى جانب ذلك، تُعدّ عمليّة تدوين الملاحظات وسيلة فعّالة للمحافظة على التركيز ومُواجهة التشتّت خلال الاستماع، ما يسهم في تحسين جودة التفاعل بين المُتحدّث والمستمع.
أهمية الاستماع
تلعب مهارة الاستماع دورًا حاسمًا في التواصل الإنساني، وتُعدّ أمرًا ضروريًا لفهم الآخرين والتفاعل معهم بطريقة فعّالة.
في الواقع، تحتاج مهارة الاستماع إلى التركيز والاهتمام لفهم ما يقوله المتكلّم.
يُمكن أن يُؤدي عدم الاستماع بشكل فعّال إلى سوء التفاهم والتواصل، ما قد يُؤدي في بعض الأحيان إلى صراعات ومشكلات بين الأفراد أو المجتمعات.
إضافة إلى ذلك، يُمكن أن يسهم الاستماع الفعّال في بناء علاقات قويّة ومتينة بين الناس، وتعزيز التفاهم والتعاطف بينهم.
إلى جانب ذلك، يُمكن للقُدرة على الاستماع بفعاليّة أن تزيد من الفُرص في مجالات العمل والتعلّم.
لذا، فالاستماع الفعّال أداة حيويّة في تطوير العلاقات الاجتماعيّة والمهنيّة وتحقيق النجاح في الحياة عمومًا.
أنواع الاستماع
هناك ثلاث أنواع للاستماع، وتتفاوت في مستوى التركيز والتفاعل مع المحتوى المستمع إليه:
الاستماع السطحي
- يُركّز المُستمع في هذا النوع من الاستماع على سماع المعلومات دون التركيز على التفاصيل.
الاستماع قصد الفهم
- يسعى المُستمع في هذا النوع من الاستماع لفهم المحتوى بشكل أعمق.
- قد يتضمّن ذلك تركيزًا أكبر على التفاصيل والمفاهيم والعلاقات بين الأفكار.
الاستماع التحليلي النقدي
- يُشير هذا النوع من الاستماع إلى التفكير بعمق في المحتوى وتحليله عن طريق إثارة الأسئلة وتقييم المعلومات بشكل نقدي.
- يتطلّب هذا النوع من الاستماع التفكير الناقد والقُدرة على التمييز بين الحقائق والآراء والمواقف.
مراحل الاستماع
تتألّف عمليّة الاستماع من عدّة مراحل يمر بها الفرد خلال استقبال ومعالجة المعلومات الصوتية.
تتضمّن هذه المراحل في العادة :
- استقبال المعلومات.
- تمييز المعلومات.
- فهم المعلومات.
- استيعاب المعلومات.
- تقييم المعلومات.
- الاستجابة والتفاعل.
مستويات الاستماع
تشتمل مهارة الاستماع على 5 مستويات: السمع، والسماع، والاستماع، والإنصات، والتدبّر.
السمع (Hearing)
يُشير هذا المستوى ببساطة إلى القُدرة على استقبال الأصوات دون أي تفاعل أو فهم لها.
السماع (Listening)
في هذا المستوى، يبدأ الفرد في الاهتمام بما يسمعه ويحاول فهمه بشكل أفضل.
يستخدم الفرد في هذه المرحلة المهارات الأساسية للاستماع مثل: التركيز وإظهار الاهتمام.
الاستماع (Active Listening)
في هذا المستوى، يتفاعل الفرد بنشاط مع المحتوى الذي يستمع إليه.
الإنصات (Engaged Listening)
في هذا المستوى، يتجاوز الفرد مجرد الاستماع للمحتوى بل يتفاعل مع المُتحدّث باستخدام المهارات الاستماعية المُتقدّمة مثل: فهم مشاعر المتكلم ونغمته ولغة جسده…
التدبر (Reflective Listening)
في هذا المستوى، يقوم الفرد بالتفكير العميق في المعلومات التي استمع إليها ويقوم بتقييمها وتحليلها بشكل نقدي.
معوقات الاستماع
خلال عمليّة الاستماع قد تُواجه الفرد عدّة معوقات بما في ذلك:
- التشتت والتشوش.
- ضعف السمع.
- العوامل النفسية: مثل الإجهاد، والقلق، والملل، والاكتئاب، والضغوط النفسية…
- التحيّزات الشخصيّة.
- عدم فهم لغة المتكلّم.
- التكلّم بسرعة.
آداب الاستماع للأطفال
تشتمل آداب الاستماع للأطفال على السلوكيات والمُمارسات التي ينبغي للكبار اتباعها خلال التفاعل مع الأطفال و الاستماع إليهم:
- الاهتمام: كن متواجدًا بذهنك وجسدك خلال الاستماع للطفل.
- التواصل البصري: اجلس على مستوى الطفل وحافظ على اتصال بصري معه.
- الاستماع الفعال: استخدم مهارات الاستماع الفعالة مثل التأكيد كي تُوضّح للطفل أنّك تفهم ما يقوله.
- عدم المقاطعة: اجعل الطفل يشعر بأنّه يمتلك الوقت الكافي للتعبير عن أفكاره ومشاعره دون مقاطعته.
- الاحترام : عامل الطفل بكل احترام.
- استخدام لغة بسيطة: تجنّب استخدام لغة مُعقّدة كي يفهمك الأطفال.
- تقديم الملاحظات الإيجابية: قدّم تعليقات إيجابية كي تُشجّع الطفل على مواصلة التعبير عن أفكاره ومشاعره.
- الصبر: كن صبورًا مع الأطفال لإنّهم قد يستغرقون وقتا للتعبير عن أنفسهم بشكل صحيح.
صفات المستمع الجيد
يتميّز المستمع الجيّد بعدّة صفات، التي بمقدورها مُساعدته على فهم الآخرين وبناء علاقات إيجابية بهم.
قد تضمّ هذه الصفات:
- الاهتمام بالشخص الذي يتحدّث معه.
- التواضع وعدم الاعتقاد بأنّه يعرف كل شيء.
- الاستماع للآخرين ومنحهم الفُرصة و الوقت الكافي للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم.
- القُدرة على تحليل المعلومات وتقييمها.
- التواصل الفعّال.
- احترام مشاعر وآراء الآخرين.
- السريّة.
- الثقة.
خلاصة القول
ممّا سبق يتبيّن لنا أنّ آداب الاستماع مُهمّة في حياتنا اليومية وفي تفاعلاتنا الاجتماعية لأنّها تُساعدنا على بناء علاقات صحيّة وتضمن لنا فهماً أعمق لكلام المتحدّث.
عن طريق استعمال آداب الاستماع، يُمكننا تحسين التفاهم بين الأفراد وتقليل احتماليّة حدوث سوء التفاهم والصراعات. فضلًا على ذلك، يُمكن لاستخدام آداب الاستماع أن يسهم في تعزيز التعاطف، وبذلك تعزيز التعاون والتفاهم المتبادل بين الأشخاص.
بما أنّ الاستماع الجيّد جزء أساسي في التواصل الفعّال، فإنّ فهم الآخرين وتحقيق التواصل الفعّال لا يمكن تحقيقهما دون مهارات فعّالة في الاستماع.
اكتشاف المزيد من Snazzy Skills
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.